د. جلال آل رشيد يطالب دعاة الوحدة الخليجية الإجابة فورا وبلا «تقية»! إن كانت الدولة الخليجية سيكون بها برلمان حر مثل البرلمان الكويتي
زاوية الكتابكتب مايو 22, 2010, 11:53 م 1357 مشاهدات 0
دولة خليجية واحدة.. ديمقراطية ؟
د. جلال محمد آل رشيد
طُرِحت مؤخرا فكرة توحيد دول الخليج العربية في دولة واحدة، والفكرة طُرِحت في الكويت، طُرِحت في ندوة وتبناها نائب في مجلس الأمة الكويتي، و«سيرته» الذاتية لا تبتعد كثيرا عن البحث عن التأزيم، ولا يبدو أن المؤزمين في طبعهم بعيدون عن مثل هكذا طرح سياسي، وهم على أقل تقدير لم يرفضوا هذا الطرح غير الدستوري الغريب الذي بدر عن زميلهم.
فالكثيرون في الخليج لديهم حساسية تجاه الديمقراطية بشكل أساسي، وذاك شأنهم، لا سيَّما الديمقراطية الكويتية الجديدة التي يُعَد التأزيم فيها وتعطيل مصالح البلاد والعباد دليلا على الروح الوطنية الصحيحة في نظر المؤزمين أنفسهم(!)، وبالتالي تُعَد التصرفات التأزيمية عند بعضهم «مفخرة» وليست «مسخرة»!
فعندما يكون وراء الدعوة إلى الوحدة الخليجية أولئك النفر، فكأنهم يريدون تحذير الخليجيين من التوحد مع الكويتيين بشكل عام! أو على الأقل نستطيع أن نقول إن ذلك سيخيف الخليجيين من «العدوى»! هذه مقدمة أراها مُهِمةً كمدخلٍ للموضوع!
وفي كل الأحوال، يُعَد هذا الطرح مناقضا للدستور الكويتي الذي ينظر للكويت، بدايةً، على أنها «دولة»، وليست محافظة تابعة لكيان آخر، وعلى الجميع أن يفهم ذلك!
وتلك الدولة، أي الكويت، لها دستور ينظم الحياة العامة فيها، من خلال مواد ذلك الدستور نفسه كالمادة الأولى، والثانية، والرابعة، والسادسة، والتاسعة والعشرين... الخ، مما جعل ذلك الدستور يشكِّل تتويجا لمسيرة وطنية تخص دولة الكويت صهرت خلاصة تراثها السياسي المتوارث منذ بدايات القرن السابع عشر الميلادي وحتى الآن، وهو تراث لا تتماثل فيه بالضرورة جميع الدول الخليجية الشقيقة، التي تحتفظ دولة الكويت المستقلة بعلاقات فوق الممتازة معها ومع سائر دول الإقليم الأخرى، إضافة إلى العلاقات الطيبة مع أغلبية دول العالم غير القريبة وغير العربية وغير المسلمة أيضا، وهذا وضع مثالي في السياسة الخارجية لـ «دولة الكويت».
وما دامت رموز تأزيمية في البرلمان الكويتي تبنت هذا الطرح، أو لم ترفضه بشكل قاطع، فلنسألها سؤالا استفساريا عاديا نواري به عدم إحاطتنا علميا بما حباهم رب العباد به من علم سياسي دقيق، والسؤال هو: تلك الدولة الخليجية الواحدة التي تدعون لها هل هي دولة سيكون فيها برلمان حر مثل البرلمان الكويتي؟ فإذا كان جوابكم «نعم» فقولوا ذلك بصوت مرتفع أمام كل الخليجيين حكومات وشعوبا، وقولوه الآن فورا، وبلا «تقية»!
أما إذا كان جوابكم «لا»، فقولوا ذلك أيضا بصوت عال، الآن فوراً أيضا، لكي يسمع المواطن الكويتي رأيكم في الديمقراطية، سواء أتمَّت تلك الوحدة أم لا!
سؤال بسيط، ما هو الفرق بين هذا الكلام و«الوحدة الاندماجية» المشؤومة التي افتعلها المقبور صدام حسين في 2/8/1990 ما دام أثر أي واحدة منهما هو محو دولة الكويت عن الخارطة السياسية الدولية؟
سؤال بسيط آخر: لماذا يتم هذا الطرح في التوقيت الحالي الذي بدأ البعض فيه «يرى» أنه لا يحبّذ الاكتفاء بمهاجمة مركز رئيس الوزراء في الدولة الكويتية.. وحده؟!
تعليقات