زايد الزيد يُشيد بشجاعة 'حمد المرزوق' في كشفه عن اختلالات مجالس المؤسسات المالية المصرفية والإستثمارية ودور الحكومة بهذا الشأن

زاوية الكتاب

كتب 964 مشاهدات 0


الخلاصة
«وشهد شاهد من أهلها»
زايد الزيد 


 
 
«هناك ستة اخفاقات اساسية واجهتها المؤسسات المالية المصرفية والمالية المحلية في مجال الحوكمة الرشيدة هي:

* خلل في تركيبة مجالس الادارات والمنحازة لتمثيل الملاك الرئيسيين وافتقارها الى الاعضاء ذوي الخبرة المستقلين.

* عدم المام مجالس الادارات لهذه المؤسسات بحجم ونوعية المخاطر التي تواجهها هذه المؤسسات نتيجة لعدم خبرة بعض أعضاء مجالس الادارات.

* قصور شديد في ادارة المخاطر لبعض البنوك والأغلبية العظمى لشركات الاستثمار.

* قصور في التقارير المقدمة لمجالس الادارات وأحياناً للادارات العليا في شأن المخاطر المتعلقة بالاصول أو الهيكل التمويلي للمؤسسة ومن أمثلة ذلك قيام العديد من شركات الاستثمار بتمويل أصول طويلة الأجل بمصادر تمويلية قصيرة الأجل.

* عدم وجود آليات محددة ذات كفاءة لمتابعة تنفيذ الاستراتيجيات المتعلقة بالمخاطر أو تحجيمها بعد تحققها، هذا ان وجدت هذه الاستراتيجيات أساساً.

* المبالغة في انظمة المكافآت السخية جدا والتي شجعت الادارات التنفيذية على التركيز على المدى القصير، الامر الذي ادى الى اندفاع هذه الادارات للدخول في معاملات (أو سمها ان شئت مغامرات) ذات مخاطر عالية جدا بهدف تحقيق أرباح كبيرة في وقت قصير جدا على حساب جودة الاصول وحجم المخاطر.

هذا الكلام ليس كلامي ولا هو كلام لصحافي أو محلل اقتصادي، إنما هو حديث شجاع ومسؤول لرجل في موقع عالٍ من المسؤولية وهو رئيس مجلس إدارة بنك الكويت والشرق الأوسط ورئيس اتحاد المصارف الكويتية حمد المرزوق في ندوة نظمها معهد الدراسات المصرفية قبل يومين كان موضوعها عن دور الحكومة تجاه أسباب الأزمة المالية العالمية وتداعياتها محليا، والمرزوق بعد أن طرح المعايير الثمانية للحوكمة الرشيدة فيما يتعلق بالمؤسسات المالية المصرفية والاستثمارية، وجد أن مؤسساتنا أخفقت في ستة منها، والاختلالات التي حددها المرزوق خطيرة جدا، والأخطر منها أن ادارات بعض البنوك وشركات الاستثمار محل الانتقاد ثابتة لم تتغير ! فكيف نتوقع منها أن تدير الأمور بشكل رشيد في المرحلة المقبلة ؟ ويكفي في هذا الصدد إشارة المرزوق التي اعتبر فيها أن مبالغة البنوك وشركات الاستثمار في منح المكافآت المالية السخية شجعت المسؤولين التنفيذيين فيها على الدخول في «مغامرات» ذات مخاطر عالية جدا، بهدف تعظيم مكافآتهم الشخصية!

طبعا من المفارقات العجيبة التي لا تحدث إلا في الكويت، أن ممثل البنك المركزي في الندوة، لم يقترب بتاتا من هذه الاختلالات التي ساقها للحضور المرزوق بكل شجاعة رغم أن الآخير «من أهل البيت»، كما يقولون، بينما قدم ممثل المركزي في الموضوع طرحا نظريا وتمنيات طالت الأزمة المالية العالمية بشكل عام، رغم أنه ممثل للجهاز الرقابي الذي لديه الصلاحيات في فرض العقوبات على البنوك والشركات المخالفة، فلم يذكر لنا ممثل المركزي شيئا عن العقوبات التي فرضت على المؤسسات المخالفة (إن وجدت)!!

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك