نجاة عبدالقادر الجاسم تحذر من استحسان الدعوة الى التغريب تأثرا بخطأ ارتكبه عالم دين او شخص ما من التيار الاسلامي

زاوية الكتاب

كتب 1677 مشاهدات 0


 



ما وراء اقتراحات النواب 
 
كتب أ. د نجاة عبدالقادر الجاسم
يقول البعض ان الاقتراحات والآراء والافكار التي يطرحها الآخر خاصة بعض النواب انما تهدف الى تحويل الكويت الى دولة دينية، ويستندون في كتاباتهم على ماحدث من صراع بين الكنيسة والدولة وكأننا في القرن الخامس عشر عندما تحرك مارتن لوثر في المانيا وبدأ ينتقد ممارسات الكنيسة، او كأننا في القرن الرابع عشر في ايطاليا عندما بدأت المطالبة بالتحرر من سلطان وتدخل الكنيسة اعتقد ان هذه مبالغات ومخاوف هل تذكرون ما حدث بعد نجاح المرأة في الانتخابات ودخولها قاعة عبدالله السالم؟ قارنوا بين تلك الايام وهذه الايام حيث إن المرأة أصبحت في المجلس وفي اللجان الى جانب من اعترض على دخولها وعلى عدم التزامها بالحجاب؟
على اية حال ليست هذه القضية التي اود التركيز عليها إذ إننا في الكويت التي شهدت تعدد واختلاف الآراء منذ نشأتها ولن اطيل في هذا المقام ولكن اشير فقط الى ما حدث عندما ظهرت فكرة ادخال مادة اللغة الانكليزية على منهج المدرسة المباركية «تأسست في عام 1911» وايضا ملابسات تأسيس المدرسة الاحمدية «1921» وادخال مادة اللغة الانكليزية والهجوم القاسي والظالم الذي تعرض له المرحوم الشيخ يوسف بن عيسى القناعي والمرحوم الشيخ عبدالعزيز الرشيد لانهما سعيا بشجاعة وثبات لإدخال هذه المادة بدعم من المرحوم الشيخ احمد الجابر حاكم الكويت خلال الفترة «1921 - 1950».
لكن في تلك الفترة لم تكن هناك دعوة تخالف الشريعة الإسلامية والثوابت والعادات والتقاليد الحسنة وكان الشيخ عبدالعزيز الرشيد يواجه الكتّاب الذين كانوا – بعد الحرب- يطالبون بعدم التزام المرأة بالحجاب.
المهم ان الضجة التي شهدناها ولا نزال حول ممارسة المرأة للرياضة يثير الجدل والدهشة، للاسف فقد تم كيل التهم للمطالبين بان تلتزم المرأة باللباس الشرعي والاحتشام وادعى البعض انهم يريدون منع المرأة من مزاولة الرياضة وهذا غير صحيح من متابعة مواقفهم وما يطرحونه في الإعلام المرئي والمقروء والسؤال لماذا تصوير مايطالبون به على انه من المنكرات والبدع وانهم يريدون وضع الاسوار والقيود حول المجتمع الكويتي ولا يريدون له ان يفرح؟
كلنا نعلم ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر من اهم واجبات المسلم الذي ايضا لا يحق له ان يتدخل في الحياة الخاصة للآخر وبالتالي فإن من ينشط في هذا المجال احسبه والله أعلم ينطلق من هذا المبدأ والواجب فلماذا التقليل من شأن هذا الطرح ولماذا لاتتم مناقشة الحجة بالحجة؟ حيث ان عمليات الأخذ والعطاء هي التي تحد وربما تحول دون انتشار الافكار المتطرفة من الجانبين والملاحظ ان من يعترض على الالتزام بالاحتشام فيتطرف في نقده بل ويرفض الرأي الآخر، ووصل بهم الحال إلى نشر آراء تقلل من شأن الدين الاسلامي وأهميته للانسان والقول بأنه من التراث ولايصح للحياة المعاصرة، ان هذا الدين العظيم كرم الانسان والله عز وجل يطالبنا بأن نعدل حتى مع الخصوم الذين يدينون بدين آخر، انني أرى ان هذه الآراء التي تقلل من شأن الدين قد ابتعدت عن الصواب وتشكل خطورة كبيرة على المجتمع يقول عز وجل في كتابه العظيم: «إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين» أي«اذلاء»، إن الدين الاسلامي يدعو إلى الحياة والفرح والسعادة والصدق والعمل والكثير من المبادئ والقيم التي هي من اهم اسباب سعادة الانسان ولقد كرم الاسلام الانسان الرجل وكذلك المرأة التي منحها الكثير من الحقوق وألزمها بالواجبات والمرأة تثاب كما يثاب الرجل عن الاعمال الصالحة.
ان الصراع بين التيارين الديني والعلماني ليس بجديد في التاريخ العربي الذي اصابه الخلاف والتمزق بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، فظهرت المذاهب والفرق وبدأ الصراع، ثم جاءت مرحلة تالية تتمثل في الصراع بين الدين والعلمانية، ولا ندري ما الذي تحمله السنوات القادمة؟ ومما لاشك فيه ان الاهتمام بالتربية والأخلاق اهم ركائز ودعامات واسباب النمو والتطور والاستقرار ولا يجب ان نتأثر بخطأ ارتكبه عالم دين او شخص ما من التيار الاسلامي بحيث يبدأ الهجوم على الدين والدعوة لفصل الدين عن السياسة او يدفعنا الى الظلم او الدعوة الى التغريب الذي اصبح البعض- للاسف الشديد- يستحسنه.
أخيرا ليس بالضرورة ان نكون نسخة من المجتمع الغربي لكي نتطور بل يجب ان نكون نحن وليس هم من خلال الصدق مع الله سبحانه وتعالى وعدم الغفلة عن يوم الحساب والتمسك بالشريعة الإسلامية والحرص على العدل: «إن الله يأمر بالعدل والإحسان وايتاء ذي القربى والمساكين وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي». صدق الله العظيم
 

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك