د.وليد الطبطبائي يهنئ شرطة دبي على إنجازها ، ويعزي شرطة الكويت لعجزها عن كشف المتورط فى البلاغات الكاذبة وسوء صنيعها بانتزاع اعترافات من وافد مصري عن جريمة قتل لم تتم!
زاوية الكتابكتب فبراير 28, 2010, منتصف الليل 1449 مشاهدات 0
ديوان العرب
بين كفاءة أمن دبي وتراجعنا
كتب د.وليد الطبطبائى
وسائل الاعلام الغربية التي اعتادت التقليل من قيمة أجهزة الأمن في العالم الثالث ـ خصوصا في دولنا العربية ـ وقفت فاغرة الفم دهشة واعجابا وهي ترى جهاز الشرطة لامارة دبي يميط اللثام عن جريمة قتل المجاهد الفلسطيني محمود المبحوح ويفضح مجرمي الموساد بالصور والوثائق والتفاصيل، ان العملاء الـ26 الذين كشفت دبي وجوههم للعالم صاروا «معدومين» استخباراتيا ويصعب «استخدامهم» مرة أخرى خارج الكيان الصهيوني.
حتى صحافة العدو الاسرائيلي التي حاولت في البداية تمجيد جريمة الاغتيال والسخرية من شرطة دبي عادت لتعترف أن ما قدمته دبي من معلومات مصورة ورقمية ومالية اضر كثيرا بقدرات الموساد المستقبلية على تنفيذ المهام الخارجية سواء الاغتيالات أو التجسس أو تجنيد العملاء، وحرك نجاح الاخوة في دبي حكومات كثيرة حول العالم لمحاسبة اليهود على استهتارهم بأمن مواطني تلك الدول وتعريضهم للخطر بعد سرقة واستنساخ جوازات السفر وخطف بطاقات الائتمان واختلاق الحسابات المصرفية.
ندعو للأخ محمود المبحوح أن يتقبله الله في الشهداء وان يخلف على أهل فلسطين بأمثاله من الأبطال، ونهنئ أشقاءنا في دبي على انجازهم المميز، ونعزي أنفسنا بوزارة الداخلية الكويتية التي تعاملت في اقل من عام مع 500 بلاغ كاذب بوجود متفجرات من دون أن تكشف للشعب الكويتي عن المتورطين في أي من هذه البلاغات الجبانة، بل لا تزال مهزلة قصة الباكستانية التي اتهم وافد مصري بقتلها وجرى ضربه لانتزاع الاعترافات منه ثم تبين أنها حية ترزق وأن كل أوراقها والمعلومات عنها مغلوطة.
لا أعتقد أن التقصير هو على مستوى ضباط وعناصر الأمن، فالكفاءات بينهم كثيرة ولجهاز الشرطة الكويتي تاريخه من النجاحات في الماضي عندما تمتعت الكويت بقيادات أكثر حزما وكفاءة، وعندما كان القرار السياسي يدعم رجل الأمن بدلا من أن يكون عائقا في طريقه.
نتذكر من هذه النجاحات ـ على سبيل المثال ـ تفجيرات 13 ديسمبر لعام 1983 التي نفذها عراقيون ولبنانيون عملاء لايران وبينهم انتحاري فجر نفسه بشاحنة داخل السفارة الأمريكية وتمزق واحترق بالكامل ماعدا اصبعين من يده، ومن بصمات هذين الاصبعين تمكن أبطال الداخلية وقتها من ربط خيوط الجريمة واعتقال معظم الجناة وعددهم 17 خلال أيام قلائل، وصدرت عليهم أحكام بالاعدام وبالسجن وبقوا في سجون الكويت الى أن هربوا منها بعد الغزو العراقي الآثم، وحقق رجال الأمن ذلك في وقت لم تتوفر لهم كثير من التقنيات المتوافرة حاليا مثل البصمة الوراثية وقاعدة البيانات الكومبيوترية وغيرها.
د.وليد الطبطبائي
تعليقات