فؤاد الهاشم يرى أن هناك مكاسب يمكن أن تجنيها الولايات المتحدة إذا ما صنعت إيران قنبلتها، كما أنها ستوفر مبررا قويا لأمريكا لمطالبة الدول العربية الإصلاحات
زاوية الكتابكتب فبراير 20, 2010, منتصف الليل 1280 مشاهدات 0
علامة تعجب!!
«عملاء للغرب».. وهم لا يعلمون!!
كتب فؤاد الهاشم
.. نشرت «الوطن» في عددها الصادر بتاريخ 2010/2/10 «صفحة 54»، مقالا «خطيرا ومرعبا» كتبه «آدم لوثر» المحلل لشؤون الدفاع في معهد أبحاث القوات الجوية الأمريكية - وقام بتعريبه - الزميل «نبيل زلف» - يقول فيه عن السعي الايراني لامتلاك القنبلة النووية.. ما يلي:
***
بعد إبلاغ إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الاثنين الماضي أنها سوف تبدأ بتخصيب ما لديها من مخزون اليورانيوم بنسبة %20 من أجل تشغيل مفاعلها الطبي، علينا الاعتراف بفشل نهج واشنطن في مواجهة الجمهورية الإسلامية في هذه المسألة.
غير أن ما نحتاج إليه الآن، ليس العمل لتغيير الخطة، بل تغيير نظرتنا للتهديد الذي يمكن ان تمثله إيران المسلحة نووياً.
وصدقوني إذا قلت الآن إن هناك مكاسب معينة يمكن أن تجنيها الولايات المتحدة إذا ما صنعت إيران قنبلتها. (إني أتحدث هنا عن نفسي، وليس بالنيابة عن سلاح الجو الأمريكي). وفي هذا السياق هناك خمسة احتمالات ممكنة هي:
الأول، سوف توفر عملية تطوير إيران أسلحة نووية الفرصة للولايات المتحدة لإلحاق هزيمة نهائية بالمجموعات الإرهابية العربية السيئة التي تنتهج العنف كالقاعدة.
إذ لما كانت ايران النووية ستشكل أساساً تهديداً للدول المجاورة لها، وليس للولايات المتحدة، تستطيع الولايات المتحدة عندئذ توفير الأمن الإقليمي بالمنطقة عن طريق تشكيل مظلة نووية للشرق الأوسط مقابل إجراء إصلاحات اجتماعية، سياسية واقتصادية في الأنظمة العربية السلطوية المسؤولة عن الأوضاع المثيرة للسخط والاستياء التي أدت لهجمات 2001/9/11.
فحتى الآن ترفض النظم الشمولية في الشرق الأوسط تغيير نهجها لشعورها أنها محمية بثرواتها النفطية.
ولاشك أن بروز إيران كدولة نووية من شأنه أن يغير الديناميكية الإقليمية بشكل جوهري، ويوفر مبرراً قوياً للولايات المتحدة كي تطالب بتلك الإصلاحات.
ثانياً: إذا أصبحت الولايات المتحدة هي الضامن الرئيسي للأمن الإقليمي في الشرق الأوسط النووي، يتعين أن يكون إنهاء ممارسات الأوبك غير القانونية في الولايات المتحدة هو ثمن توفير الدرع النووي، ويدخل في هذا السياق أيضاً ضرورة تخفيض أسعار النفط بشكل كبير لتوفير بلايين الدولارات التي ينفقها الأمريكيون عند محطات الوقود كل سنة.
كما سيكون بمقدور الرئيس أوباما مبادلة الأمن بزيادة إنتاج نفط أوبك وتخفيض أسعاره على المستوى الدولي.
ثالثاً: لقد أوضحت إسرائيل ان برنامج ايران النووي يشكل تهديداً لها. وللفلسطينيين أيضاً سبب يدعوهم للقلق هنا لأن توجيه ضربة نووية لإسرائيل يمكن أن يُلحق الدمار بهم أيضاً. وهنا يمكن أن يشكل هذا الشعور المشترك بالخطر عاملاً مساعداً في المصالحة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي مما سيؤدي لاتفاق سلام نهائي في المنطقة.
رابعاً: إن زيادة صادرات أنظمة الأسلحة وبالتالي التدريب لحلفائنا في الشرق الأوسط لن تقوي فقط جهود المشاركة معهم بل وتوفر للصناعات الدفاعية الأمريكية دعماً قوياً أيضاً.
خامساً وأخيراً، سوف تتمكن الولايات المتحدة، إذا ما أصبحت إيران نووية من وقف سيل الدولارات الى الأنظمة الاستبدادية في المنطقة وسيتحقق هذا ليس من خلال دفع اسعار النفط للأسفل وزيادة صادرات السلاح فقط بل وبمطالبة المستفيدين من المظلة الأمنية الأمريكية بتحمل نصيبهم من تكاليفها أيضاً.
كما سيوفر الانتصار في الحرب على الإرهاب بالنهاية على دافعي الضرائب الأمريكيين بلايين الدولارات التي يتم إنفاقها كل سنة على عمليات مكافحة الإرهاب في العالم.
لكن ماذا إذا بادر النظام الإيراني المناهض لأمريكا وبدأ حرباً نووية؟
الحقيقة أن هذا الاحتمال أقل خطراً مما يعتقده معظم الناس، فما لم ينتهج مرشد إيران الأعلى آية الله علي خامنئي ومجلس الأوصياء في ايران خطاً لم تأخذ به أي قوة نووية أخرى في العالم، سوف تصبح ايران أكثر حكمة وشعوراً بالمسؤولية اذا ما امتلكت أسلحة نووية، وهنا علينا أن نتذكر أن عامل التوازن الذي استمر 50 سنة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي تمت تسميته بـ«الحرب الباردة» بفضل تأثير الردع الذي وفرته الأسلحة النووية.
وثمة سبب وجيه يدعونا للاعتقاد الآن بأن الصدمة الأولية التي سيشعر بها البعض بعد امتلاك ايران سلاحاً نووياً سوف تعقبها ديناميكية مماثلة للحرب الباردة أيضاً، إذ سوف يوحد الخوف من ايران العراق والمملكة العربية السعودية مع الدول الأخرى المجاورة، وسوف تأخذ الولايات المتحدة زمام المبادرة لتأمين مناخ أمني إقليمي في المنطقة.
لذا، إذا كانت ايران تعتقد أن تخصيب اليورانيوم سوف يدب الرعب في قلوب الأمريكيين عليها أن تعيد النظر في حساباتها هذه لأن هذه العملية ستعزز الآمال بنهضة النفوذ الأمريكي من كبوته في الشرق الأوسط.
***
.. هل سيعني هذا التحليل شيئا بالنسبة لملالي ايران؟
اشك في ذلك لان ظلمة بصيرتهم وصلت الى.. ابصارهم ايضا!!
فؤاد الهاشم
- لندن -
تعليقات