فيصل الفهيد يدعو القطاع الخاص إلى تبني مشروع إقامة دار للأوبرا في الكويت لحماية الكويت من التحول إلى إمارة دينية
زاوية الكتابكتب سبتمبر 19, 2007, 1:07 ص 507 مشاهدات 0
الإصلاح ليس شعارا.. إنه التزام
هذا ما صرح به سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد لجريدة القبس في عددها
الصادر يوم الاربعاء 12 سبتمبر 2007 ان الالتزام دون التنفيذ يعتبر مجرد شعار، واني
اعتقد ان سمو الشيخ ناصر قادر على التنفيذ اذا استطاع ان يتخطى العقبات التالية:
-1 ان استمرارية سمو الشيخ ناصر المحمد كرئيس لمجلس الوزراء طوال ما يقارب السنتين
وتأليفه لثلاث وزارات متتالية لها دلالات كبيرة، منها انه لايزال يتمتع بثقة كبيرة
من سمو الامير حفظه الله، هذا وقد اوردت جريدة القبس في عددها الصادر يوم السبت 15
سبتمبر 2007 ان اجتماعين عقدا خلال الاسبوع الماضي وضما عددا من ابناء الاسرة وكانت
جلسة مصارحة حول ابعاد القضايا التي تثيرها بعض الا طراف والتي تصب في خانة التهديد
والوعيد للحكومة ورئيسها، وحسب المصادر فان القيادة السياسية عازمة على حسم الامور
بين ابناء الاسرة في مواقع صنع القرار التي انعكست في جانب منها على العلاقة بين
السلطتين التشريعية والتنفيذية، ولم تخف المصادر نفسها استياءها من تسخير بعض ابناء
الاسرة لقوى سياسية ونيابية لتوتير الاجواء وخلق حال من الاحتقان لافشال الحكومة.
من اجل ذلك اعتقد ان سمو الشيخ بحاجة الى جلسة مصارحة بين الحاكم والحكومة توضح
فيها وبصراحة تامة كافة المعوقات التي تحول دون ان تحقق الحكومة الاصلاحات الجذرية
في ظل هذه الردة التي تعرضت لها الكويت وما زالت منذ اكثر من ثلاثة عقود على الرغم
من كل الامكانات المادية والبشرية المتوافرة.. ان الصراحة والمواجهة مطلوبتان اليوم
وليس غدا.
-2 العقبة التي اراها ضمن المعوقات الاساسية لتنفيذ مسيرة الاصلاح التي ينادي بها
سمو الرئيس هي افرازات السلطة التشريعية التي نتجت، ليس عن اخطاء، بل خطايا النظام
ونتيجة عبث في التركيبة السكانية، استمر خلال العقود السابقة، التي انتجت تركيبة
الدوائر 25 والتي شكلت مجتمعا متنافرا كما ولد الطائفية والقبلية والمصلحية وافسد
العملية الانتخابية الا من البعض الذي ما زال يجاهد من اجل وأد الفساد في هذه
المنظومة التشريعية، التي لا شك تشكل بتركيبتها الحالية اهم المعوقات التي تقف في
طريق اقرار الاصلاح الحقيقي والتنمية الجادة في ظل هذا المجتمع.
-3 تبقى نقطة، وهي الاداة التنفيذية للاصلاح، اذا لم تكن هذه الاداة مؤمنة بالاصلاح
الحقيقي الذي يطمح به سمو الرئيس، فإنها لن تساعده الى ذلك، وفي اعتقادي ان بعض
الوزراء، سواء في هذا المجلس أو المجالس السابقة لم يكونوا من الأدوات الحريصة على
الإصلاح، بل قد يكون التنفيع سواء من المركز أو من بعض المشاريع التي مرت خلال
السنتين السابقتين هو ما كانوا يحرصون عليه، سواء بطريق مباشر أو غير مباشر ولم يكن
الإصلاح واردا في مخيلتهم.
تلك في تصوري أهم العقبات التي تحول دون أن يكون الإصلاح تنفيذيا وليس شعارا.. انني
لا شك وخلال مسيرة سمو الشيخ ناصر خلال هذه المدة التي تولى فيها رئاسة مجلس
الوزراء قد ازداد عدد المؤمنين بالأفكار التي يطرحها عن الإصلاح وبالخطوات التي قام
بها من أجل ذلك. انني مؤمن إذا ما توافرت لسمو الشيخ ناصر كرئيس لمجلس الوزراء
الثقة الكاملة وبلا أي منازع من سمو الأمير ومن بعض المعاونين والمخلصين من أسرة
الصباح وإطلاق يده بالإصلاح مع حل مبكر لهذا المجلس المعوق للخطوات المتقدمة لتنفيذ
الإصلاح الحقيقي وإجراء انتخبات نيابية مبكرة في ظل التركيبة الجديدة للدوائر،
خصوصا انه يحظى بالتأييد من العديد من المخلصين والمواكبين لمسيرته الإصلاحية من
جميع تركيبات ومنظمات وشخصيات المجتمع المدني الذي هو أساس المجتمع الصحيح لكويت
الانفتاح.. عندها يتحقق الإصلاح الحقيقي.
* * *
وجهات نظر قصيرة:
على الرغم من المحنة التي تمر بها الثقافة في الكويت وعلى الرغم من الإجراءات غير
العادية التي تمارسها وزارة الإعلام والتدخلات الظلامية التي يقوم بها بعض أعضاء
مجلس الأمة.. على الرغم من ذلك فإنني أدعو، ليس الحكومة وهي في ورطتها الحالية،
ولكن بعد أن يمن عليها الله بالشفاء.. أدعو بعض من يؤمن ان الكويت مازالت ولادة
لأفكار وتوجهات ثقافية وحضارية.. أدعو القطاع الخاص إلى تبني مشروع إقامة دار
للأوبرا في الكويت، لأنني أعتقد ان مثل هذه الصروح هي التي ستبقى وهي التي سوف تدفع
النور لكي يغطي على هذا الظلام الدامس من الجهل والتجهل ومن الدعوات لتحويل الكويت
إلى إمارة دينية والرجوع بها إلى العصور الجاهلية.. إن هذه المرحلة الاجتماعية
المظلمة لن تستطيع أن تسكر نور الشمس الذي يعم البشرية الخلاقة، التي تحقق كل يوم
تطورا وتقدما جديدين في العالم من أجل الإنسان، وتطور الإنسان وإضافة لبنة إلى صرح
الحضارة، اننا يجب أن نبني للأجيال القادمة قلاعا من الثقافة ومكوناتها كالمسارح
العملاقة ودور الأوبرا والمعارض الفنية التي تعج بها الدول المتقدمة الأخرى.. إننا
يجب أن نسخر جزءا من طاقاتنا المادية والبشرية لكي نبني صروحا ثقافية وحضارية
لأجيالنا القادمة.
فيصل المسعود الفهيد
القبس
تعليقات