السياسة في الكويت لوّثت الحياة العامة وخلقت ثقافة جديدة تقوم على التربص والتصيد والغاء الآخر والتعدي على المعتقدات وتجريح التاريخ أحداثه ورجاله.. مقتبس من مقال ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 853 مشاهدات 0


جروح سياسية

 

ناصر المطيري

السياسة في الكويت لوّثت كل شيء، لوّثت الدين: ثوابته ومتغيراته، نالت من القضاء وأقحمته في دهاليزها، سيّست التعليم ومناهجه، حتى التاريخ وشخوصه من خلفاء وصحابة وتابعين طالهم التجريح السياسي، اعلامنا.. صحافتنا ليست كما عهدناها تحولت الى خنادق بفعل رجال السياسة أوبعض الدخلاء عليها الذين لوّثوا اجواءنا السياسية بغبار المعارك الشخصانية، ثم ماذا بعد؟

فالمتابع للشأن السياسي الكويتي في السنوات الأخيرة يلحظ ان هناك انحرافاً سياسياً في التعاطي مع مختلف القضايا تشارك فيه أطراف عدة بدءا من وزراء في الحكومة ونواب في مجلس الأمة مروراً بصحف وكتاب صحافيين ورجال دين وأكاديميين انتهاء بتفشي الانحراف السياسي في لغة الشارع والديوانيات الكويتية.

ما نقصده بالانحراف السياسي هنا هو ان السياسة في الكويت لوّثت الحياة العامة وخلقت ثقافة جديدة تقوم على التربص والتصيد والغاء الآخر والتعدي على المعتقدات وتجريح التاريخ أحداثه ورجاله، وانتهاك حرمة الحياة الخاصة «وظواهر سلبية» لا حصر لها على الصعيد الاجتماعي.

وكما ذكرت أعلاه فان القضاء باعتباره الركن الركين لم يسلم من شظايا الانفجارات السياسية بل ربما تم اقحام القضاء في متاهاتها طوعاً أو كرهاً ولكم ان تستعرضوا الملفات السياسية المنظورة أمام قضائنا العادل وما ستنظره المحكمة الدستورية ومحكمة الوزراء، فالأمر لا يحتاج لتفصيل درءاً للوقوع في المحظور وكيد المتربصين!

ماذا تبقى لم يلوثه غبار السياسة في الكويت؟ لا ننسى التعليم وعقول النشء والمناهج والتعليم العالي وجامعات تبيع شهادات لأطباء ومهندسين قادمين من الفلبين والهند ومن بعض الدكاكين الجامعية في قرى عربية نائية، فتثور معركة الاعتراف على وقع الابتزاز السياسي في خط متوازٍ مع صراع طائفي على مناهج المدارس.

ولا أدري هل صحافتنا ضحية أم جانية في دائرة التلوث والتلويث السياسي؟ كيف تحولت منارات اعلامية رائدة الى ساحات ردح ومدح وقدح؟ هل ساهمت صحافتنا في توجيه الصراع السياسي أم كانت أداة في أيدي المتصارعين؟!!

الكلام يطول ويتسع ونعود لمربط الفرس يجب ان نعترف ان لدينا حالة انحراف سياسي تنتهك حرمة الدين والقضاء والتاريخ والتعليم وربما القادم أدهى وأمر.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك