وداعا للاستجوابات ووداعا للرقابة ووداعا لهيبة المجلس التي اضاعها وقضى عليها هؤلاء الاعضاء البصامون.. مسلوبو الارادة.. مقتبس من مقال عبداللطيف العميري

زاوية الكتاب

كتب 1653 مشاهدات 0


 

وضاع المجلس

عبداللطيف العميري

أقول وأنا أتألم على مجلس الأمة بعد أن استحوذت الحكومة عليه واصبح اداة طيعة بيدها تفعل به ما تشاء، وما حصل اول من امس الثلاثاء في جلسة الاستجوابات الشهيرة يجعلنا نصل الى حالة الاحباط او اليأس من ان تكون لهذا المجلس استقلالية في القرار او سلطة رقابية فاعلة، فالحكومة قالت كلمتها اول من امس ونجحت في كل ما تريد فحولت الجلسات سرية بمزاجها لبعض الوزراء دون بعض واستطاعت ان تأخذ تأييد 30 عضوا لرئيس مجلس الوزراء في بيان صادر بذلك بعد تقديم كتاب عدم التعاون ولم ينتظروا الجلسة بعد سبعة ايام ويعودوا الى القواعد والرأي العام ليستأنسوا بآرائهم ولكنهم هرعوا مذعورين لبيان موقفهم المؤيد خوفا من حل المجلس واثبات ولاء كامل ومطلق للحكومة بل استطاعت الحكومة ان تجرد الاستجوابات من فاعليتها بعد ان ابطل اصحاب الاستجوابات استجواباتهم بحشرها في يوم واحد مما دعا الحكومة الى اقتناص الفرصة والموافقة عليها ومواجهتها بالطريقة التي لاقت استهجان كل المراقبين والشارع السياسي.
ان الخطر القادم هو توحد الحكومة بالقرار فلن يعبأ اي وزير برقابة المجلس او يرد على الاسئلة او يمتثل لأي اداة دستورية لأن في النهاية هناك اغلبية بصّامة لا تفكر ولا ترى ولا تسمع الا للحكومة، ان الامر والنهي سيكون للحكومة وستكون لها سلطة مطلقة في كل ما تريد، وهذا سندفع ثمنه باهظا في المستقبل عندما يهمّش رأي الشعب الكويتي وتبطل فاعلية مجلسه المنتخب، وبدل ان تكون السيادة للأمة ستكون السيادة للحكومة.. فوداعا للاستجوابات ووداعا للرقابة ووداعا لهيبة المجلس التي اضاعها وقضى عليها هؤلاء الاعضاء البصامون.. مسلوبو الارادة.

 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك