وفرة الجنس الحرام في الكويت، قللت من الزواج السري بأنواعه- بعض ما كتبه أحمد البغدادي حول مسلسل 'للخطايا ثمن'-

زاوية الكتاب

كتب 685 مشاهدات 0


المجتمع الكويتي الهش أحمد البغدادي ما إن تعالى الصياح حول مسلسل ' للخطايا ثمن ' , رغم أنه لم يُعرض بعد على القنوات الفضائية, حتى بدأ النوح على أطلال الوحدة الوطنية وإشاعة البغض الطائفي , وما ماثل ذلك من اتهامات. ولست معنيا بهذا المسلسل أو غيره من المسلسلات العربية التافهة التي تتم المتاجرة بها في شهر العبادة كما يفترض, كما أنني كإنسان أولا وكمواطن كويتي ثانيا, ضد كل سعي يؤذي شعور الآخرين في دينهم أو فكرهم, لكن حين يصبح مسلسل تلفزيوني أو نشر كتاب أمرا لا يحتمله المجتمع ولا الدولة لأسباب فكرية , سببا في المنع , فأن ذلك يدل على مدى هشاشة المجتمع والدولة معا . دولة الكويت من خلال مناهجها التعليمية فشلت طوال نصف قرن في مسيرة التعليم الرسمي في إرساء مفهوم المواطنة , والدولة الدستورية القائمة على القانون والحريات المدنية , فكان من الطبيعي أن تبزغ رؤوس الطائفية والقبلية لتحل محل الدولة . وكل من يعتقد بعدم تجاوز القبلية والطائفية للدولة , يكابر ويخادع ذاته. ومما هو واضح اليوم أن كل طائفة وقبيلة في الكويت بدأت في الاعتماد على ذاتها من خلال الأفراد النافذين في المجتمع كالوزراء والنواب وكبار المسؤولين, بدلا من الاعتماد على الدولة القانونية , والحمد لله أن الكويت ليست متعددة الطوائف كالهند أو إيران والعراق . لكن للأسف نجد مساحة واسعة في النفوس للطائفية والقبلية. ولا بد من التوضيح في هذا المقام أن المقصود بذلك , هو أن الكويتيين أصبحوا أكثر حساسية على المستويين العام والخاص بالنسبة لهاتين المسألتين, من دون اهتمام لما قد يترتب على ذلك من سوء للدولة والمجتمع. مسلسل ' للخطايا ثمن ' يعرض قضية الزواج المشروع غير العلني في الكويت, وهي قضية لا تحتل مساحة واسعة من الوضع الاجتماعي , ولا تتلبس الحالة الذهنية للكويتيين , وباعتقادي أن توفر الجنس الحرام في الكويت قد ساهم في التقليل من الاندفاع نحو الزواج غير العلني ( بمعنى عدم توثيقه في المحاكم , وإن كان يتم محققا لكل أركان الزواج المطلوبة في الإسلام , من شاهدين وولي أمر). ذلك أن الجنس الحرام أرخص ثمنا في نتائجه المالية والاجتماعية , ومن ينكر انتشار الجنس الحرام في المجتمع الكويتي, كباقي المجتمعات الإنسانية سوى مكابر? وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن المسلسل الذي سيتم منعه في الكويت, قد يعرض في قنوات فضائية أخرى , ولا ننسى أقراص ال( سي دي ) الملقاة على أرصفة الشوارع , ولم يعد هناك من يقدر على منع مشاهدة فيلم أو مسلسل متلفز في ظل عصر العولمة والثورة الرقمية . وبالتالي ستتم مشاهدة المسلسل رغم أنف كل المعارضين له . إذن لن يحقق المنع شيئا . هل يعني ذلك أن نسمح بإشاعة البغض الطائفي في المجتمع ? بالطبع ..لا , ولهذا وضعت المحاكم والقوانين التي تعاقب على القيام بمثل هذه الأمور. وكان يجب على الحكومة لو كانت حقا تؤمن بالحريات وحقوق الإنسان ودولة القانون , ألا تكون طرفا في الموضوع , خاصة وأننا جميعا كمسلمين قد أصبح لدينا بفضل التهتك الاجتماعي الناتج عن البطر والرفاه أكثر من أسلوب ' شرعي ' لممارسة العلاقات الجنسية بصورة الزواج, متعمدين تجاهل قوله تعالى في اعتبار الزوجة سكنا وعلاقة مودة ورحمة وليس مجرد متعة جنسية . لكن هذا هو الإنسان , باحث عن الخطيئة في كل زمان ومكان . هل تحتاجون أن أذكركم بزواج المسيار وزواج الفرند الذي أفتى به , شيخ اليمن السعيد , وزواج ' الويك إند ' , أم أنتم جاهلون?وكل رمضان وأنتم بخير. وبالمناسبة , يقولون إن رمضان شهر التسامح!
السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك