من أكبر مساوئ تدخل الدين في شؤون الدنيا انه «إذا نطق الشرع فالكل يأكل تبن»! ، علي البغلي بين انتخابات إيران.. وانتخابات أفغانستان.
زاوية الكتابكتب سبتمبر 27, 2009, منتصف الليل 1762 مشاهدات 0
انتخابات أفغانستان..انتخابات إيران!
كتب علي أحمد البغلي :
أفغانستان وإيران دولتان إسلاميتان متجاورتان، وتتشابهان في أوجه كثيرة، فأغلب الأفغان يتكلمون اللغة الفارسية، وهي اللغة المعتمدة في التخاطب والمراسلات.. وكذلك هناك أوجه ثقافية اجتماعية واحدة لكلا الشعبين، في حب الحياة من ناحية، والتمسك بالتدين المتطرف من ناحية أخرى. وتختلف افغانستان عن ايران في سيادة القبلية لمناطق كثيرة فيها.
جرت في كلا البلدين انتخابات رئاسية أخيرا لانتخاب رئيس للبلاد للسنوات المقبلة، وفي كلا البلدين كان المرشح الرئيسي للرئاسة هو الرئيس الحالي حامد قرضاي في أفغانستان وأحمدي نجاد في ايران.. من فرط انصهار الثقافتين، ففي كلا البلدين اتُّه.مَتْ السلطة الحاكمة (جماعة الرئيس الحالي) بتزوير بعض نتائج الانتخابات لمصلحته وضد خصومه.. في افغانستان ثبت ذلك من خلال هيئات رسمية وأجنبية راقبت تلك الانتخابات، حيث ثبت بيقين ان حوالي 1.5 مليون من الأصوات جيرت لمصلحة قرضاي ولم تكن من حقه «أصلا». جماعة قرضاي ردت بأن الفارق شاسع بين أصوات قرضاي ومنافسه عبدالله عبدالله وزير الخارجية السابق، وحتى لو حذفت تلك الأصوات فسيظل قرضاي فائزا.. ولكن إذا ما تم ذلك فسيحاط حكم قرضاي بشكوك كبيرة تؤثر وتهز فترة حكمه المقبلة، وهي مهزوزة بفعل هجمات جماعة طالبان التي لم تخمد جذوتها ومقاومتها حتى الآن!
إيران جارة أفغانستان، اتُّه.مَتْ الحكومة بتزوير الانتخابات لمصلحة أحمدي نجاد، وكانت هناك دلائل جدية على ذلك، وقامت حركة مناوئة للنتيجة «المزورة» سقط ضحيتها عشرات القتلى ومئات المعتقلين من انصار منافسي الرئيس الحالي أحمدي نجاد... الأمر في إيران اسْتَقر إلى حين لأن السلطة الدينية العليا الممثلة بمرشد الثورة وضعت ثقلها وراء ترجيح فوز نجاد، وإذا ما نطق الولي الفقيه او مرشد الثورة فهو ينطق بلسان الدين والشرع، وفي المثل الكويتي يقولون انه «إذا نطق الشرع فالكل يأكل تبن»! وهذه إحدى أكبر مساوئ تدخل الدين في شؤون الدنيا. في افغانستان السلطة التي تساند قرضاي سلطة دنيوية علمانية «كافرة» في نظر البعض، وهي سلطة دول التحالف بقيادة الولايات المتحدة.. هذه السلطة على الرغم من مساوئها في نظر الإسلام وكثير من المسلمين، فانها اعلنت تبرؤها من تلك النتيجة المزورة للانتخابات، وقد تجبر قرضاي على اعادتها صونا وحفظا على مصداقيتها..
.. والفرق واضح بين الاتجاهين!!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
تعليقات