خالد الصالح يكتب عن شتم الكويت والسعوديه في الصحافة المصريه

زاوية الكتاب

كتب 765 مشاهدات 0


شتائم الصحافيين في مصر كتب:د. خالد أحمد الصالح الشتائم التي يوجهها بعض الصحافيين في مصر للكويت كما وجهوا من قبلها للمملكة العربية السعودية تعكس حجم الازمة التي تعيشها الصحافة المصرية. في الزمن الجميل كان هناك صحافيون مصريون قادة في التعامل الاخلاقي كما كان لهم حس قومي عال جعلهم يقودون رجل الشارع العربي الى مزيد من اللحمة القومية. في ذلك الزمن كان للصحافة المصرية قيمة وكنا في الكويت في حقبة الستينيات من القرن الماضي نتابع الصحافة المصرية ونهتم بقراءتها، اما اليوم فان كثيرا من الصحافيين في مصر للاسف يتحركون وفق معطيات ضيقة من العصبية، كما ان بعضهم ترك الشارع يقوده الى مزيد من التأزم بين الشعوب العربية، حتى اضحى المثقفون المصريون انفسهم يبحثون عن الكلمة الأمينة خارج صحافتهم القومية. ان قيمة الدول يهبها لها قادتها بالفكر والثقافة والدولة ـأية دولةـ لا تكون عظيمة بالشتائم والصراخ، لذا نستغرب ان ينحى اولئك الصحافيون المصريون الذين هاجموا الكويت وعيروها واحتقروها هذا المنحى الصعب تحت دعوى الدفاع عن متهمين تم القبض عليهم في الكويت دون ان ينتظروا نتائج التحقيق ودون ان يبحثوا عن الحقيقة الخالصة، ان هذا الاسلوب في حقيقته يضعف العلاقة بين الشعوب العربية ويؤدي في النهاية الى خسارة الثقة والى تأزيم العلاقة وعادة ماتنتهي مثل تلك التصعيدات الى خسارة جميع الاطراف. ان الكويت والمملكة العربية السعودية ودول الخليج كانوا ومازالوا يقاومون كل الضغوط التي تدفعهم الى خسارة اشقائهم في الدول العربية ونادرا مايلجأ الصحافيون الوطنيون لدينا الى انتهاز الفرص لتفريغ الاحقاد وتقليب الشعوب بعضها على بعض عكس مايحدث في بلاد المشرق العربي الذين هم مستمرون في الهجوم على دول الخليج وتفريغ احقاد بعضهم عليها حتى دون حسابات مصلحية ولا اقتصادية، وللأسف فان تسامح اهل الخليج يفسر دائما بشكل خاطئ، ورغم ذلك كله فاننا ندعو مرة اخرى الى مزيد من التسامح، فما اسهل تفريغ الاحقاد وتصغير الدول وتحقيرهم ولو اردنا ان نستخدم التاريخ والجغرافيا للهجوم على اي دولة عربية فان المعلومات سوف تسعفنا كاملة لكشف المستور، ولكننا دائما نتطلع الى دفع اخواننا الى الامام لا الى سحبهم الى الوراء، واثقين بأن اي دولة عربية تخطو خطوة الى الامام هي في الحقيقة ايجابية نفتخر بها جميعا. اتمنى ان يفهم اولئك الصحافيون الذين هاجموا الكويت واخرجوا من اضغانهم حقدا دفيناً ان معاملتنا لن تكون بالمثل، فقوتنا بمعطياتنا وما نملك من حضارة نرتفع بها كل يوم، وضعفهم بشتائمهم ومايخسرونه كل يوم من احترام وثقة، فعليهم ان يغيروا من ذلك الاسلوب وان يوقفوا الأساليب السوقية اذا ارادوا ان يرتفعوا بصحافتهم واذا ارادوا كسب الاحترام من الاخرين. ان الدول اليوم لا تقاس بحجم مساحتها ولا بعدد سكانها بل تقاس بمساهماتها بالحضارة الانسانية المعاصرة وبقدرتها على تحقيق العدالة والرفاهية لشعوبها ولو اردنا تطبيق هذه المقاييس على الدول العربية لوجدنا الكويت فوق سنامها متربعة على عرشها.
الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك