أنور الرشيد يوافق على المؤتمر الوطني
زاوية الكتابكتب سبتمبر 3, 2007, 10:48 ص 485 مشاهدات 0
قراءة هادئة
هـــل نحــن بحــاجــة إلــى مـؤتـمـــر وطنــي؟
أنور الرشيد
الإثنين, 3 - سبتمبر - 2007
كثيرا ما يطالب الإخوة الكتّاب بعقد مؤتمر وطني تحضره القوى السياسية
والحكومة، لمناقشة الأوضاع العامة المتردية في البلد، ووضع حلول وتوصيات لهذه
المشكلات التي تعصف بنا من كل الأشكال والأنواع، ولكن يا ترى هل نحن بحاجة
إلى هذه النوعية من المؤتمرات؟ أنا شخصيا لا أعتقد أننا بحاجة إلى هذه
النوعية من المؤتمرات، لأن المؤتمر يعقد للبحث عن حل لمشكلة ما، أو لعدد من
المشكلات التي يرى القائمون على هذا المؤتمر أو ذلك أنهم بحاجة إلى معرفة
واستقصاء الآراء المختلفة لكي تتوافق على حل ما، ولكن لدينا المشكلة معروفة
والحل معروف أيضا لهذه المشكلات فما الداعي إذن لكي نعقد مؤتمرا كل قراراته
تذهب سدى أو مع أول نسمة هواء بعد انفضاض المؤتمر، المشكلة التي نعانيها في
الكويت ليست في عقد مؤتمر لوضع حل هنا أو اتفاق على حل هناك، المشكلة
الأساسية لدينا تكمن في أننا لا نريد حل المشكلات التي تعصف بالبلد وأنا لا
أبالغ عندما أتبنى هذا الرأي فلنا تجارب مريرة مع الأجهزة الحكومية في الكويت
وأعتقد أن الحكومة ان كانت جادة بإصلاح الأوضاع لكان يكفيها أن تقرأ ما يكتبه
الإخوة الكتّاب عن المشكلات وتعمل على حلها أولا أولا، وعندها لما كانت لدينا
مشكلات ولاختفت من جذورها. إلا أن الأمر عكس ذلك، فمعضلتنا في القرار الذي لم
ولن يتخذ في المنظور القريب لحل مشكلات الكويت، هذه هي مشكلتنا الحقيقية التي
يجب أن نعيها ونعمل على تأكيدها بكل الطرق والوسائل، وإلا لو أن هناك قرارا
بأن تكون الأوضاع أكثر سلاسة وسهولة لانتهت المشكلات بكل أنواعها وأشكالها،
وإذا أرادت الحكومة أن تكون الكويت مركزا ماليا -كما تطمح- فما الذي يمنعها
من الشروع بهذا المشروع الحيوي والمهم؟ وهذا على سبيل المثال وليس الحصر. لذا
أقول للإخوة الكتّاب الذين يطالبون بأن يعقد مؤتمر وطني لوضع حلول لمشكلات
البلد، حتى لو عقد هذا المؤتمر الوطني بكل الأطياف، واتفقوا على حلول وليس حل
للمشكلات ووضعوا حلولا بديلة وفق جداول زمنية فلن يكون هناك حل مادام القرار
هو عدم حل المشكلات، ومن الأجدى أن نطالب من بيديه الأمر وهي الحكومة بأن
تأخذ على عاتقها ومن مسؤولياتها ومن واجبها أن تحل المشكلات والأزمات
المتلاحقة في البلد وليس بيد المؤتمرين ولا بيد القوى السياسية ولا بيد
الكويتيين وإنما بيد من يملك سلطة القرار، فهل نرى النور في آخر النفق المظلم
الذي نسير فيه؟ وهل من بارقة أمل في مستقبل واعد؟ هل تتحرك القوى السياسية
المتنورة والمتطلعة الى مستقبل مشرق بشكل منظم ينتشل البلد من الضياع والتخبط
الذي نمر به؟ هذا ما آمله بدلا من مؤتمر تستعرض به الألسن المفوهة.
الوسط
تعليقات