د.تركي العازمي: الأخيار وإدارة التغيير... و«بس»!

زاوية الكتاب

كتب د.تركي العازمي 734 مشاهدات 0


بعد مقال الأحد «لنا في الأثر حكم... فهل من متعظ؟»، اندهشت من سؤال غريب عجيب مثل «أنت تبحث عن المثالية وطرحت نموذج عمر بن عبدالعزيز... فلا يوجد مجال للتطبيق، لا رجالنا أشبه برجال الخليفة عمر، ولا الزمان هو ذات الزمان؟»... «أنت تكتب لمن... شوف مخرجاتك في الانتخابات وطريقة اختيار القياديين والمستشارين؟»

نحن أولاً في صحافة رأي، ونحاول أن نوجه حسب ما تعلمناه والخبرة المكتسبة لعل وعسى أن نساهم في بناء كويت أفضل... بمعنى: استشارة مجانية!

ولنقل إن الزمان مختلف مع العلم بأن معايير الاختيار هي ذاتها منذ الأزل حتى نظريات ونماذج القيادة والإدارة الإستراتيجية والحوكمة لو تمعنت تاريخياً وفي الأثر لوجدتها متقاربة.

ما عليه، أخبروني... كيف انهارت فنزويلا؟

أليس السبب أن رئيسها نيكولاس مادورو كان يمنح المناصب وفق معيار الولاء لا حسب الكفاءة بجانب تأثير الصراعات السياسية؟ ألم يقود الرئيس الفنزويلي مادورو، بلاده إلى الانهيار اقتصادياً بعد أن كانت فقط تعتمد على 77 في المئة من دخلها على صادرات النفط وبعدما سلم المهام الكبيرة للموالين واستبعدت الكفاءات ضاع الاقتصاد الفنزويلي ليصبح الاعتماد على 96 في المئة منه على صادرات النفط.

ونحن عندما نكتب فنحن من باب توجيه النصيحة ونقل المعرفة والخبرة.

نحن نريد أن يأخذوا الدكتور مهاتير محمد، قائد التنمية والنهضة الماليزية كقدوة.

مهاتير، القائد الماليزي الفذ يقول إن التعليم ركيزة مهمة في عملية التنمية بالتزامن مع مكافحته للفاسد الإداري الذي كان له دور رئيسي فيه وبالأخص «الصندوق الماليزي» وبدأ برئيس وزراء ماليزيا السابق لعهده.

ما فيه معيار محاصصة أو هذا ولدنا وقريبنا و«أخذ وعطا» وما فيه شيء اسمه مستوى ارتياح «هذا أحبه وهذا ما أحبه» كما هو ملاحظ في ممارستنا التي أدت إلى تراجع التعليم وانتشار الفساد و... «الواسطة والمحسوبية» والبيروقراطية حدث ولا حرج!

لي كوان يو، صانع سنغافورة الحديثة حرص على محاربة الفساد الإداري والبيروقراطية وفتح المجال للاستثمار الدولي واختيار النخبة الأخيار لقيادة المؤسسات والدفع بحكومات تكنوقراط.

لكل متساءل: ماذا ترى بأم عينك؟

إن ما نريده فقط اختيار الأفضل من الأخيار لتولي المناصب القيادية والاستشارية ومن ثم صياغة رؤية جديدة عبر تطبيق إدارة التغيير حسب مراحل الإدارة الإستراتيجية و«بس»... ودولتنا صغيرة ونملك جميع المقومات، يعني متى ما تحققت العزيمة كل شيء ممكن وبشكل سريع.

الزبدة:

إننا محاسبون ومساءلون؟

فإما التغيير للأفضل كما حصل من حولنا وقبلها سنغافورة وماليزيا وغيرهما من الدول التي بعضها لا يوجد فيه بئر نفطية أو الانهيار كما حصل لفنزويلا... الله المستعان.

تعليقات

اكتب تعليقك