مبارك الدويلة: الخوف القادم

زاوية الكتاب

كتب مبارك فهد الدويلة 3786 مشاهدات 0


يرى كثير من الكويتيين أن الحكومة الأخيرة كانت أفضل حكومة مرت عليهم، بسبب تعاونها الجاد والمثمر مع مجلس الأمة، وأن هذا المجلس هو أفضل مجلس أمة بسبب جديته في الانجاز، وتعاونه غير المسبوق مع الحكومة لتحقيق الخريطة التشريعية، التي رسمت الطريق الصحيح للانجاز.

اليوم يسعى رئيس الوزراء المكلف الى تشكيل حكومة جديدة، نتمنى أن يصدق معها حدس الكويتيين عنه، ويبرر تفاؤلهم بقدومه، لتكمل مسيرة الحكومة السابقة في سعيها للتعاون مع مجلس الامة وفي حرصها على الإنجاز.

لكن الأسماء التي تم تسريبها لهذه الحكومة تجعل الناس يضعون أياديهم على قلوبهم، ليس خوفاً من عدم كفاءة هذه الأسماء، بل خوفاً من عدم قدرتها على التعاون مع مجلس الأمة، مما يفسح المجال للمتصيدين بالمياه العكرة، ويفتح أبواب التوتر في العلاقة بين السلطتين، والعودة الى المربع الأول، مع زيادة احتمالات حل مجلس الأمة، ثم لا طبنا ولا غدا الشر.

لذلك نتمنى من الرئيس، الذي وضع الناس كل آمالهم فيه، أن يأخذ وقته في الاختيار والتمحيص والتأكد من خلفية المرشحين وكفاءتهم.

* * *

«.. وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ» (المدثر: 31).

من كان يصدق أن الانتصار لقضية العرب والمسلمين الأولى، القضية الفلسطينية، يأتي من دولة لا هي بالعربية ولا هي بالاسلامية؟

ان فزعة جنوب أفريقيا لأهالي غزة، والعمل الجبار الذي قاموا به في محكمة العدل الدولية، أحرج دولاً وحكومات عربية وإسلامية، وكشف حجم التخاذل في نصرة قضاياهم، فالذين فشلوا في فتح معبر رفح لإنقاذ الجوعى والمرضى من النساء والاطفال، لا يرجى منهم أن يعملوا شيئاً أكبر من ذلك، كالخطوة التي تقدمت بها دولة جنوب أفريقيا، ونتجت عنها قرارات من محكمة العدل الدولية بوقف اطلاق النار! وسبحان من سخّر هذه الدولة الأفريقية لهؤلاء المساكين. لكن السؤال الذي مازال يختلج في النفوس هو: متى يصحو ضمير العرب والمسلمين؟ ومتى يتحررون من تبعيتهم للآخرين؟

تعليقات

اكتب تعليقك