«تهمني مصلحة الكويت» و«حب الوطن»! يرددها من يرتشي ويخالف القانون.. رأي صالح الشايجي

زاوية الكتاب

كتب 878 مشاهدات 0


كلام ماسخ!
 
صالح الشايجي

حب الإنسان لوطنه أمر مفروغ منه، لا يحتاج الى تأكيد في كل مناسبة او غير مناسبة! بل إذا ما تردد على لسان الفرد في كل مناسبة او حتى دون مناسبة، يصبح محل شك او لمحاولة تكسب عرجاء ومكشوفة.

الكل يريد الخير للكويت، ولا تهمه الا مصلحة الكويت!

الكتّاب فيما يكتبون والمغنون فيما يغنون والموظفون وراء مكاتبهم والتجار والاقتصاديون والنواب والوزراء، كلهم اجتمعوا ـ لا على حب الكويت ـ وهو الأمر المفروغ منه ولا يحتاج الى تأكيد ـ بل اجمعوا على ترديد تلك العبارة «مصلحة الكويت»!

ثمة خلل واضح طاول في استقامته واستطالته المقاعد الكبيرة والقامات العالية، وهو فهم معنى الوطن، وماذا يعني الوطن، وكيف نحب الوطن؟!

في غياب هذا الفهم او تشوشه وضبابيته تفشى الجهل بمعرفة كيفية إقامة العلاقة بين المرء ووطنه، وصار سهلا ومستشهدا ترديد عبارة «تهمني مصلحة الكويت» و«حب الوطن»!

في الغرب ودول العالم المتقدم لا نسمع مثل هذه العبارات، بل ربما نسمع النقيض لها، فربما سبّ المرء هناك وطنه، لأنه بذلك نحّى الجانب العاطفي والارتباط الذهني بالوطن، واختزل الوطن في الجانب المادي والحياتي والمصلحي! والوطن ـ عندهم ـ هو جزء من مساهمة المواطن اي ان المواطن مساهم في صناعة وطنه، وتتخذ هذه المساهمة اشكالا عدة على رأسها دفعه للضرائب وانتظامه فيها وبأمانة، فإن خانها يكون قد خان وطنه، وكذلك حرصه على تطبيق القانون والنظام العام وممارسة دوره كمسؤول لا كمواطن سلبي لا يعنيه ما يحدث من خطأ تحت عينيه.

هذا المفهوم غائب عنا تماما، فنحن نردد عبارة «حب الكويت ومصلحتها» دون صدق او ايمان او حتى فهم، والدليل على ذلك ممارساتنا، كل في موقعه، والتي لا تتناسب مع حب الوطن، فمن يخالف القانون ومن يكذب ومن يرتشي ومن يأخذ مال غيره، لا يحب وطنه، والأمثلة أكثر من ذلك.

ننسى ان ارتباطنا بوطننا مادي، وقائم على المنفعة والمصلحة، والدليل تعدد الطلبات على الزيادات المالية التي نطلبها لأنفسنا، ولا نطلبها لوطننا كمشاريع خدمية تبقى في الوطن بعدما نزول نحن! ولو خيّرنا بين فتح شارع او اقامة مستشفى او بناء جسر، وزيادة عشرة دنانير في رواتبنا لفضلنا العشرة في جيوبنا على اي من تلك المشاريع!

يكاد المريب أن يقول خذوني، فهل أنتم مرتابون في «حب الكويت» لتؤكدوا لنا حبكم لها؟


 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك