#جريدة_الآن عبدالمحسن الحسيني : ورشة المنامة.. والثوابت الفلسطينية
زاوية الكتابكتب عبدالمحسن محمد الحسيني يوليو 6, 2019, 11:55 م 788 مشاهدات 0
الأنباء
لسنا هنا بصدد انتقاد ورشة المنامة وتوجيه اتهامات للدول التي حضرت الورشة التي عقدت في العاصمة البحرينية (المنامة)، فمن حق كل دولة اختيار ما يتناسب مع مواقفها ومصالحها.
والدول التي حضرت الورشة أعربت عن موقفها تجاه ما سيتم بحثه في الورشة وأوضحت أنها تتمسك بقرارات مجلس الأمن بشأن القضية الفلسطينية، وأنها لن توافق إلا على ما يحقق رغبة الفلسطينيين في إنشاء دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، ومن جملة جدول أعمال الورشة قضايا اقتصادية تهتم بإنشاء أسواق مفتوحة في الضفة الغربية وغزة وإنشاء أوتوستراد يربط الضفة الغربية بغزة، وهذا ما تعارضه إسرائيل، وكان من الأفضل إتاحة الفرصة لإقامة مثل هذه المشاريع الاقتصادية والطريق الذي يربط غزة بالضفة الغربية، وهذه من المطالب الفلسطينية الملحة لإنعاش السوق الفلسطينية.
مازالت مواقف الفلسطينيين تجاه القضايا الخاصة بوطنهم رافضة دون أن تحدد رأيا يتناسب مع المواقف السياسية التي تحاول إيجاد حلول لإنجاز أي تقدم نحو معالجة المعوقات التي تقف في تقدم حل مناسب للقضية الفلسطينية.
لنحاول الآن استعراض المواقف الفلسطينية تجاه المؤتمرات والمفاوضات التي عقدت لبحث القضية الفلسطينية، في البداية كانت بعد حرب 1973 حينما دعا الرئيس المصري أنور السادات الدول العربية التي تضررت بحرب 1973، وفي اجتماعات مينا هاوس في القاهرة استطاعت مصر أن تسترجع كل الأراضي التي تم احتلالها في حرب 1967، وعلى أثرها احتفلت مصر برفع العلم المصري على أرض سيناء بعد تحريرها من القوات الإسرائيلية، بينما لم يتحقق أي شيء يذكر على الجبهة السورية والفلسطينية لرفضهما الجلوس مع الإسرائيليين، ومنذ ذلك التاريخ سورية لم تحقق أي تقدم تجاه تحرير كامل التراب السوري، بل احتفظت إسرائيل بهضبة الجولان إلى أن أصدر ترامب قراره بإلحاق الجولان السورية لصالح إسرائيل، ورغم هذا لم يصدر عن السوريين سوى الشجب والصراخ في الميكروفونات عن مواقفها القومية.
وعلى المستوى الفلسطيني، البداية كانت أيضا بعد حرب 67 و73 وإن كنت أرى أنه من الأفضل أن تعود الأراضي التي احتلت إلى السيادة الأردنية لأن الأردن دولة قائمة ومعترف بها دوليا، لكن ياسر عرفات الذي لم يفكر في أي يوم بمصلحة الفلسطينيين رفض وطالب بدولة فلسطين دون أن يتقدم خطوة لتحرير الأراضي الفلسطينية وحتى المفاوضات السياسية رفضها عرفات وعاد إلى الشارع ليرفع يده بشعار المنتصر دون أن يحقق أي شيء، وفيما بعد عقدت عدة اجتماعات لبحث القضية الفلسطينية ووصلت المباحثات إلى إعادة الضفة الغربية وغزة لإقامة دولة فلسطين منزوعة السلاح وليس للسلطة الفلسطينية أي سلطة.
وحينما قمت بزيارة رام الله لحضور ندوة للإعلاميين، لم أشعر أو أرى أي وجود للدولة الفلسطينية التي ادعى ياسر عرفات من منجزاته الأمن والبنوك كلها إسرائيلية، لا يستطيع الفلسطيني أن يتحرك في الدولة الفلسطينية إلا بموافقة الأمن الإسرائيلي وكل المدن محاطة بالمستوطنات التي تتخذ من الجبال المحيطة موقعا يشرف على المدن الفلسطينية.
سياسة عرفات هذه لم تحقق أي شيء يذكر، لذا أرى أنه من الضروري أن يباشر الشباب الفلسطيني المثقف بتولي زمام الأمور في منظمة التحرير الفلسطينية، فلا بد من استبدال عقلية وأسلوب عرفات وفريقه لأن هذه العقلية لم تتمكن من إنجاز أي تقدم على المستوى العسكري ولا على المستوى السياسي.. الفلسطينيون بحاجة إلى تغيير شامل حتى يتمكنوا من إنجاز نجاحات للقضية الفلسطينية. إن القضية الفلسطينية بحاجة إلى عقلية حديثة.. كفانا مظاهرات ورفض كل المحاولات المتعلقة بوضع خريطة طريق للقضية الفلسطينية.
تعليقات