#جريدة_الآن طارق إدريس : وداعاً.. العم عبدالرحمن العوضي
زاوية الكتابكتب طارق إدريس يوليو 7, 2019, 12:02 ص 1261 مشاهدات 0
الأنباء
غيب الموت واحدا من فرسان الكويت ورجلا من خيرة الرجال الشرفاء والوطنيين والمتواضعين الذين كانت لهم بصمة مؤثرة وسيرة رائدة في خدمة الوطن في جميع المجالات! العم عبدالرحمن عبدالله العوضي رجل المهمات الصعبة وأحد مؤسسي العمل الوطني والخيري ورجل الدولة المحنك وصاحب الرأي الصريح الواضح والسديد عبر مواقفه الوطنية من داخل القرار الحكومي الرسمي ومن خارجه عبر طرح رؤيته ورأيه السديد في المواقف والمواجهات الوطنية! «بوعبدالله» مدرسة وطنية تعلمنا منها الموقف الجريء المتوازن عرفته في صغرنا عبر شاشة الكويت الفضية يقدم نصائحه وإرشاداته الطبية في مجال التوعية الصحية وظل راسخ في أذهان وضمير كل من عرفه حتى دخل المعترك السياسي من خلال مجلس الأمة ومن ثم المعترك الوطني من خلال تسلمه وزارة الصحة لعدة سنوات وزيرا عمليا مطورا للقطاع الصحي والتوعوي ومشاركا في نهضة الرعاية الصحية في دولة الكويت مع نخبة من الرجال في المجال المهني والإداري والتقني!
والعم «بوعبدالله» - رحمه الله - كان رائدا من رواد العمل الشعبي من خلال مسيرة جمعية الهلال الأحمر الكويتي وجمعات مهنية طبية وشعبية وخيرية أخرى عضوا وأمينا عاما ورئيسا لمجلس إدارتها! وعرفته عن قرب أكثر من خلال «مساحة الرأي» التي زاملته فيها على هذه الصفحة في جريدتنا الغراء «الأنباء»، وجمعية تعريب المصطلحات الطبية مع نخبة من الرجال والمهتمين أمثال المرحوم د.يعقوب الشراح - رحمه الله - وآخرين! وهنا لا أنسى أهم لقاء جمعني معه في القاهرة عندما كان وزيرا للدولة لشؤون مجلس الوزراء فترة الغزو الغاشم، حيث اجتمع معنا بحضور د.عبدالله الغنيم وزير التربية والتعليم العالي الأسبق آنذاك، وكان ذلك الاجتماع المتفق عليه بعد جولتنا السريعة والمكوكبة تجاه الأقطار العربية لتجميع الموقف العربي من خلال اتحاد المعلمين العرب، وبالطبع لن أنسى تاريخ ذلك اللقاء في الخامس من يناير 1991 بفندق «سميراميس» كان وفدنا يستعد للذهاب الى صنعاء لحضور الاجتماع الحاسم للاتحاد في 13 يناير 1991 برئاسة الأخ عبدالله الجاسم العبيد (شفاه الله)، وعضوية أستاذنا جمعة ياسين والزملاء يوسف عبدالرحمن وعبدالرحمن بوزبر وفهد العدواني وبدر بورحمة وفيصل العبدالجادر، لقد رسخ هذا اللقاء مع العم «بوعبدالله» الكثير من المعاني في نفوسنا وسيظل في الذاكرة، ولن أنسى كلمته المعبِّرة عندما قال لنا: «إن الوقت حاسم لهذه لمهمة» ونقل لنا تحيات الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله، مؤكدا وقوفه ودعمه لرسالتنا الوطنية في مهمتنا هذه لإقرار وإحقاق الحق الكويتي في محافل عربية ودولية! نعم سيبقى الراحل الكبير العم عبدالرحمن العوضي راسخا في الذاكرة لأهل الكويت جميعا، وسيبقى خالدا في سجل رجال الكويت المخلصين الذين يستحقون التكريم!
تعليقات