محمد الجلاهمة يطالب بتحكيم صوت العقل في قضية الوافدين

زاوية الكتاب

كتب محمد الجلاهمة 3475 مشاهدات 0


الأنباء:

في بعض الأوقات نكون في أمسّ الحاجة الى صوت العقل الذي يرشدنا الى الطريق الصحيح، فمنذ أن أتى مجلس الأمة الحالي وأصبح الوافدون الشغل الشاغل لعدد كبير من النواب، وأنه يجب ان تتخلص الدولة منهم بشتي الطرق وأن تفرغ الوظائف في القطاع الحكومي والخاص من كل الوافدين، وكأن الوافدين هم سبب مشاكلنا وهم من حضروا الى البلاد من أنفسهم وهم سبب مشكلة البطالة وسبب جميع مشاكل الوطن، وهم الذين يتسببون في الازدحام وهم من يملأون الأسواق صباحا ومساء، رغم ان كل الأجهزة الحكومية تعمل، وهؤلاء تناسوا عن عمد او غير عمد الدور الكبير الذي لعبه الوافدون في نهضة الكويت، وأيضا يتجاهلون حاجة الوطن الى هؤلاء الوافدين في بناء الكويت الحديثة وتدشين والإشراف على مشاريع تنموية كبرى لترجمة رؤية تحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري، وأيضا يتناسون دورهم في رواج الأسواق العقارية والتجارية والاستهلاكية وانتعاشها.

دعونا نعترف أننا نحتاج الى خبرات متنوعة في جميع المجالات ولا يفترض ان نكابر على أنفسنا ونحن بحاجة الى عمالة مختلفة سواء في المعمار والتنظيف... الخ، ولا أريد ان اعطي أدلة وأمثلة لأننا نعرف الحقيقة ونعلم ان قضية تكويت كل الوظائف تحتاج الى عقود وربما الى نصف قرن، مسألة التكويت أصبحت مادة تسويق لوسائل الإعلام لسبب بسيط ان معظم النواب يدلون ويتوعدون الحكومة تارة ويهددونها تارة اخرى، وبالتالي أصبحت قضية الاستغناء عن الوافدين أولوية، وقد تضطر الحكومة تحت الضغط النيابي - وهو في الغالب للتكسب الانتخابي - الى الرضوخ وبالتالي قد تحدث مشكلة كبيرة، ونحن بحاجة الى صوت العقل الذي جاء في اجتماع لجنة الصناعة والعمل المنبثقة عن مجلس إدارة الغرفة في اجتماعها الرابع الذي عقد في 9 أكتوبر الجاري، حيث طلبت استيضاحا حول منع إصدار تصريح العمل والتجديد والتحويل للعمالة الوافدة- دون الدبلوم- للذي بلغ من العمر (65) عاما وغيرها، وذلك للوقوف على مدى جدية محتواها واستعراض آثارها المحتملة على القطاع الخاص، صوت العقل تمثل في التوصية بعدم اتخاذ قرارات نهائية متعجلة ذات جرعات سياسية زائدة وبعيدة عن الاعتبارات الاقتصادية والفنية، ودون أن تأخذ في اعتبارها أن تهيئة بيئة العمل الجاذبة للعمالة الكويتية هي السبيل الأمثل لمعالجة قضايا توفير فرص العمل للكويتيين ومعالجة التركيبة السكانية، أتمنى الإنصات الى صوت العقل والنظر الى رأي فني وطني مخلص ومهم للتجار وللسوق الكويتي بشكل عام بعيدا عن التشنج والنظر الى اسفل اقدامنا وليس النظر الى الأمام.

تعليقات

اكتب تعليقك