ترى الكويت مو طوفة هبيطة - يكتب يوسف عبدالله العنيزي

زاوية الكتاب

كتب يوسف عبدالله العنيزي 1214 مشاهدات 0


الجريدة:

الكويت هكذا كانت وهكذا ستكون يداً واحدة، ورأياً واحداً وصفا مرصوصاً للمحافظة عليها وعلى سلامة أرضها، ولن يكون هناك مواطن كويتي واحد يمكن أن يبيع أو يتخلى عن حبة رمل من أرض الكويت الغالية، التي ضحى الآباء والأجداد بأرواحهم من أجلها.

تشهد البلاد العديد من قضايا الفساد والتجاوز على المال العام والتزوير بكل مستوياته، وطالت العديد من الأسماء التي يؤلمنا تداولها من خلال الصحف أو التواصل الاجتماعي وحديث الدواوين وغيرها، وكم نشعر بالأسى للبعض الذي ينتشي سعادة وحبوراً في نقل وشرح تفاصيل تلك القضايا، وكأنه وجد مغارة علي بابا أو الفانوس السحري أو خاتم سيدنا سليمان عليه السلام، ويغوص في مستنقع التشهير والشماتة.

والمؤلم أن البعض قد تجاوز انتقاد الأشخاص إلى الحديث عن العائلات حتى الوصول إلى الوطن ومحاولة النيل منه، وهو بفعله هذا لا يقل أذى عن ذلك الذي سولت له نفسه إيذاء الكويت الغالية، نعم إن النقد والانتقاد واجب يفرضه الولاء الصادق لهذا الوطن، فهذه الكويت الغالية ولن يستطيع أي كان المساس بها.

وقد سجل التاريخ بأن هذا الوطن الصغير بمساحته القليل بعدد مواطنيه قد قام بتدمير أقوى دكتاتورية عرفها التاريخ، وذلك عندما قام ذلك النظام بالغزو الغادر لدولة الكويت الغالية عام 1990، فكان مصيره الزوال، وهربت تلك الجيوش تجر أذيال الخزي والعار، وأشرقت شمس الحرية على وطن النهار.

هكذا كانت وهكذا ستكون يداً واحدة، ورأياً واحداً وصفا مرصوصاً للمحافظة عليها وعلى سلامة أرضها، ولن يكون هناك مواطن كويتي واحد يمكن أن يبيع أو يتخلى عن حبة رمل من أرض الكويت الغالية، التي ضحى الآباء والأجداد بأرواحهم من أجلها.

من ناحية أخرى وفي أثناء رئاستي للبعثة الدبلوماسية في الأردن الشقيق التقيت بإحدى الشخصيات العربية، ودار حديث شيق وممتع تناول فيه محدثي جانباً من أحداث غزو "1990"، مع تأكيده أن للغزو أسباباً متعددة، لعل في جانب منها أسباباً ثقافية.

فلا شك أن دولة الكويت تتمتع بنطام متميز اجتماعي وحضاري وحرية صحافية بلا سقف، وحياة برلمانية بدأت مع بداية الدولة، منذ ما يزيد على أربعمئة عام، وذلك عندما قام أهل الرأي والمشورة، بانتخاب الشيخ صباح الأول ليكون أول حاكم للكويت، هذا النظام المتميز جعل الكويت مهوى لكبار المفكرين والعلماء وأهل الفن والثقافة للإقامة بها، وفي الوقت نفسه جعلها هدفا للعديد من الحملات التي كانت الغيرة والحسد والطمع تحركها ضد الكويت.

ونقول لكل من يحاول إيذاء الكويت: مهلاً فإن الكويت "مو طوفة هبيطة"، فقوة الدول لا تقاس بالمساحة وأعداد السكان فقط، بل هناك جوانب أخرى لعل من أهمها صدق الولاء والارتباط بالأرض والإخلاص للوطن يداً وقلباً واحداً، فهذا الوطن وأهله صنوان للخير، يقول نبي الأمة رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ، وَإِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ، فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ اللهُ مَفَاتِيحَ الخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ اللهُ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيْهِ".

فاللهم من أراد بالكويت خيراً فوفقه لكل خير ومن أراد بالكويت شراً فرد كيده في نحره، وحفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

تعليقات

اكتب تعليقك