تركي العازمي يكتب: كسب الولاءات و«الأقلية الناصحة»!
زاوية الكتابكتب د.تركي العازمي أكتوبر 15, 2018, 11:47 م 973 مشاهدات 0
الراي:
ما زالت عقدة «الخواجة» تهيمن على معظم تعاطياتنا حتى على مستوى لغة «الضاد»، بات أحبتنا في ميول إلى استخدام كلمات ومصطلحات إنكليزية، وهو أمر دفع المهتمين بالشأن التربوي والاجتماعي إلى معالجتها كظاهرة دخيلة.
وإن سلمنا بأن اللغة الإنكليزية محببة كمصدر للدراسات في شتى المجالات ونخص منها تلك المعنية في مجال الإدارة والقيادة٬ وإن كانت معظم الدراسات تقول إن القيادة يجب أن تُبحث من السياق الثقافي لأي مجتمع، وذلك لكون طبيعة مجتمعنا العربي وكذلك الحال بالنسبة للمجتمعات الشرقية، تختلف طبيعتها عن المجتمعات الغربية٬ لذا نجد تفسير «إدارة الولاء Loyalty Management» قد أسيء فهمه وتطبيقه.
يقول ريشيلد: «كلما زاد الولاء الذي تولده الشركة بين عملائها وموظفيها ومورديها ومساهميها٬ زادت الأرباح التي تجنيها»... فنحن هنا مساهمون وعملاء نستخدم كافة المنتجات والخدمات، التي تعرضها مؤسسات الدولة ونفهم من مستواها وضع الموردين وعلاقتهم بإدارة مؤسساتنا.
وهنا يبرز السؤال المتكرر: هل تدني مستوى الخدمات٬ تفشي الفساد٬ «القيادات البراشوتية»٬ تراجع الكويت في معظم المؤشرات العالمية، وتأخر تنفيذ المشاريع وسوء إدارتها... يقابله اعتراض أو لنقل مكاشفة/ مناصحة من قبل البعض؟
الواقع يقول إن هناك أفرادا مختصين يشكلون «الأقلية الناصحة»، قد عبروا عن اعتراضهم على تفشي منهج «كسب الولاءات» عند تعيين القيادات٬ من باب ترضيات ومكاسب شخصية قد يكون من بينها تضارب المصالح.
من هي «الأقلية الناصحة»؟
الشواهد تشير إلى أنهم على هيئة أفراد بعضهم تجمعوا تحت مظلة مجموعة كالتي أسسناها «ملتقى الثلاثاء التنموي ـ الثقافي ـ الاجتماعي» وأفراد (من أصحاب الاختصاص).
و«الأقلية الناصحة» تجمعها مصلحة الوطن من خلال تحسين أداء مؤسساته وهي وإن كانت تختلف مع طريقة أداء القياديين المسؤولين عن إصلاح المؤسسات التابعة لهم، فهذا لا يعني أنهم يشكلون «معارضة» بمسماها المستهلك اجتماعيا.
الاختلاف هنا صفة أصيلة فطرية في الإنسان وجميع المخلوقات٬ وعليه تبقى مسألة التقدير لنوع الاختلاف والمؤمنين به قابلة للنقاش... بمعنى أن القواعد الإدارية والقيادية ثابتة وتختلف في ما يخص طبيعة السياق الثقافي للمجتمع الكويتي، إلّا انها على وجه العموم تحمل مبدأ واحد.
نحن هنا يجب أن نحترم الرأي المسؤول والرأي الآخر٬ وإن وجد صاحب فكر لشخص فردي مختص في مجال معين فحري بأصحاب القرار الاستئناس به، وإن كان المصدر مجموعة أو كتلة أياً كان تصنيفها تكون الاستفادة منها واجبة، للخروج من الترهلات الإدارية والتيه القيادي الذي نعيش فصوله باستمرار.
الزبدة:
نفهم هنا درسا في غاية الأهمية وهو ان «الأقلية الناصحة» معنية بالولاء الوطني، لتوافر أركان النصيحة المرسلة عبر رسائل تهتم في البحث عن آلية مناسبة تقود إلى إصلاح الأوضاع وهو بلا شك يختلف - كنهج - عن «كسب الولاءات»، الذي تذهب فوائده لأفراد أو مجاميع معينة دون سواها من السواد الأعظم، الذي تركز عليه «الأقلية الناصحة» كعينة مستهدفة.
ونفهم أيضاً أن «الأقلية الناصحة» أشبه بكادر استشاري يعرض خدماته كل وتخصصه من دون مقابل. قول «مزمار الحي لا يطرب» وجب إزاحته عن طريقة تعاملنا مع الأحداث والوقائع، التي تعج بها وسائل التواصل الاجتماعي وتنشرها الصحف الورقية والإلكترونية... وكما قيل أهل مكة أدرى بشعابها.
لذلك٬ أناشد أصحاب القرار بالأخذ برأي «الأقلية الناصحة» وإن كانت الكيمياء الشخصية غير متوافقة، فالهدف المرجو أسمى بكثير من العوامل الجانبية التي أوجدت «كسب الولاءات» عبر «تعيين القيادات الباراشوتية»، واستشارات في غالب أشكالها غربية المصدر.
هل فهمنا الفرق بين «كسب الولاءات» وما تبحث عنه «الأقلية الناصحة»؟ أم سنظل مغلقين العينين والأذنين في وجه أفراد وتجمعات تريد الخير للبلاد والعباد... الله المستعان.
تعليقات