عن أي سياحة تتحدث الحكومة؟ عن بلاغات ديوان المحاسبة لهيئة مكافحة الفساد ضد المشروعات السياحية وإضرارها بالمال العام؟ أم المرافق الآيلة للسقوط؟ أم النطاطيات المخزية؟ أم الجو الحارق؟ - يتساءل بدر خالد البحر

زاوية الكتاب

كتب بدر خالد البحر 1071 مشاهدات 0


القبس:

هل الحكومة على هذه الدرجة من اللاوعي؟ فقد ذهلنا الجمعة الماضي ونحن نقرأ خبر «الإعلام: التحضيرات مستمرة لإنشاء هيئة السياحة» الذي نشر في القبس الغراء. إنها حقا مصيبة! أولا: لدينا وكيل مساعد للسياحة، لا نعلم منذ متى وماذا فعل حين أتى؟ ثانيا: لدينا لجنة عليا للسياحة. ثالثا: هناك فريق منبثق عن تلك اللجنة. رابعا: لدينا يا جماعة خطة تنفيذية للجنة السياحة.
والآن لنتوقف قليلا ثم لنأخذ نفسا عميقا ونجلس لعدة ثوان حتى نستوعب هذه المصيبة، ثم نكمل. خامسا: إن هناك وزيرا يترأس لجنة السياحة، سادسا: إن هناك يا جماعة جهات مختصة بالشأن السياحي في جميع الوزارات، يا سلام! سابعا: إن من كنا نعوِّل عليهم بالإصلاح، وهم الأمانة العامة للتخطيط برئاسة الفاضل د. خالد مهدي، كانوا في الاجتماع ولا يبدو، مما قرأنا، أنهم اعترضوا على شيء، وهذه مصيبة بحد ذاتها!
فعن أي سياحة تتحدث الحكومة؟ عن البلاغات التي قدمها ديوان المحاسبة لهيئة مكافحة الفساد ضد المشروعات السياحية وإضرارها بالمال العام؟ أم عن المرافق الآيلة الى السقوط؟ أم النطاطيات المخزية؟ أم عن الجو الحارق الذي فر منه أكثر من نصف مليون مسافر في إجازة عيد الأضحى، وحدها، حسب بيان الطيران المدني؟ هل تنوي الدولة في خطتها التنفيذية جعل السياحة ثاني مورد بعد النفط أو المكون الرئيسي لإجمالي الناتج المحلي؟!
نقول للدكتور العزيز خالد مهدي، ونقول للوكيل المساعد «للسياحة» الذي قد يكون «طاير» من الفرح لأنه قد يصبح يوما رئيسا لتلك الهيئة، إننا ندعو الله ألا ترى هذه الهيئة النور لا عاجلا ولا آجلا، كما نقول للحكومة الرشيدة التي انتابها الفزع من فكرة إنشاء هيئات جديدة عندما تقدمنا بمقترح ضمن مشروع قانون لإنشاء هيئة الاعتماد والتفتيش الأكاديمي، ما هو الأهم لهذا البلد؟ سياحة فاشلة أم إصلاح التعليم المنهار بمؤسساته المترهلة وأنظمته ولوائحه وقراراته المتشابكة؟ أم قيادات بعضها بائسة عليها علامات استفهام؟ أم مؤسسات تعليم عال وتطبيقي ينخر معظمها الفساد والتزوير والغش والسرقات العلمية؟ أم ركاكة المخرجات؟
نقول لمتخذ القرار الحكومي إن هناك شيئا يا جماعة يسمى «أولويات»، وهناك شيئا تعلمناه في إدارة المشاريع الهندسية يسمى «المسار الحرج» يعني «بالكويتي» المسار التنموي الذي إن لم تتبعه «راح تدخل بالطوفة»، ولا نعتقد أن هناك اثنين يختلفان في أننا قد اصطدمنا بالحائط منذ أكثر من عقد من الزمن، لذا نقولها لكم كفى تخبطا يا سادة، فالسياحة لا تحتاج سوى قسم فيه موظفان اثنان، واحد منهما ما يداوم، و آخر فراش.. ولا يحتاج حتى مراسل، أما الكويت فتحتاج إلى هيئة للتعليم تخص الاعتماد والتفتيش الأكاديمي، لا هيئة للسياحة.
***
إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.

تعليقات

اكتب تعليقك