الملفات الكبيرة في اللقاء السعودي الكويتي.. يكتب ناصر المطيري
زاوية الكتابكتب ناصر المطيري أكتوبر 1, 2018, 3:12 ص 3711 مشاهدات 0
النهار
خارج التغطية- الملفات الكبيرة في اللقاء السعودي الكويتي
ناصر المطيري
دائما وفي كل المراحل تشكل زيارة القيادة السعودية الرسمية لدولة الكويت حدثا يتجاوز حدود البروتوكول إلى أن يتشكل في صورة احتفالية وطنية تصطف فيها المشاعر الشعبية الكويتية بعفوية وحفاوة للترحيب بالضيف السعودي العزيز والكريم تقديرا ومحبة وتشرفا، ويقابل ذلك مشاعر سعودية مماثلة تتجاوز الأقوال إلى الأفعال بمواقف تاريخية راسخة في في ذاكرة الأجيال.
ولعل أبلغ تعبير على حالة العلاقة الكويتية السعودية وخصوصيتها العالية العبارة التي قالها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز : «إننا إخوان وعلى الحق أعوان»
وهذه الزيارة لولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان هي زيارة كبيرة بدلالاتها عميقة بأهدافها مهمة بتوقيتها وما يحيط بالمنطقة من تحديات وظروف دقيقة.
الدلالة الكبيرة لهذه الزيارة تتجلى في إدراك الرياض لثقل الكويت ومكانة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد العالمية، لذلك عندما تحتدم الأحداث وتحتاج للحكمة والموقف السياسي والدور الدبلوماسي المحنك لابد من المرجعية السياسية الكويتية والاستماع للعقل الكبير.. صباح الأحمد.
الملف الأهم الذي تأمل شعوب الخليج حسمه في الزيارة الحالية هو ملف الخلاف الخليجي حيث يتوقع أن يشهد انفراجة بفضل جهد دبلوماسية الوساطة الكويتية.
وتأتي زيارة ولي العهد السعودي في وقت تتبلور فيه صورة تحالف شرق أوسطي استراتيجي جديد ترأسه المملكة العربية السعودية وأجنحته دول الخليج وهو تحالف عسكري أو ناتو عربي يوصل رسالة حازمة لإيران المتربصة بأمن دول المنطقة والمثيرة للأزمات والحروب من اليمن إلى العراق إلى سوريا وقبلها لبنان.
ولا يقل أهميةً البعد الاقتصادي للزيارة حيث إن هناك اختباراً للقدرات النفطية الخليجية بحلول شهر نوفمبر القادم عندما تبدأ العقوبات الاميركية على إيران وما مدى امكانية أن يعوض النفط الخليجي توقف صادرات النفط الإيرانية، هذا الموضوع يحتاج وقفة تنسيق خليجية على مستوى عال من الأهمية والحساسية.
هذا اللقاء الكويتي- السعودي ننتظر منه أن يعكس تلاحم «الحسم» السياسي الكويتي مع «الحزم» الأمني السعودي لمصلحة المنطقة واستقرارها.
تعليقات