نرفض الفساد أمام بعضنا ربما خجلا ونرتضيه في الخفاء.. برأي مظفر عبد الله
زاوية الكتابكتب يوليو 28, 2018, 10:54 م 3876 مشاهدات 0
الجريدة
أن تُهين نفسك
مظفر عبد الله
أول العمود:
من عجائب الدنيا السبع للعالم القديم حدائق بابل، ومن عجائب الدنيا الجديدة أن يحتاج العراق إلى كهرباء وهو بلد غني بالنفط.
***
لا أحد عاقلا يمكن أن يُحَرّض على عدم التحصيل العلمي ونيل شهادات علمية رفيعة تفيد صاحبها، لكن- في المقابل- ليس من العقل هذا التكالب على نيل شهادات علمية بأي ثمن وأي طريقة!
في حياتي رأيت نماذج مثيرة للشفقة ممن يحملون شهادات دكتوراه في تخصصات مختلفة لكن يتضح مع بداية الحوار معهم أنهم غير مؤهلين تماماً.
ذات مرة كنت في مجلس عام، ودخل شخص يحمل شهادة في "تطوير الذات"، وما إن جلس حتى قال للحضور بأنه للتو خرج من معهد ألقى فيه محاضرة بعنوان "كيف تبدأ رحلة كسب المليون؟"، ولأنني أعرف هذا الشخص وظروفه، فهو لم يستكمل تشطيب بناء بيته الصغير! لماذا لم يستطع هذا "العالم" أن يجد طريقه للمليون ويفك "عوزته"؟
من النماذج الأخرى حرص بعض المرتزقة من أصحاب الشهادات الوهمية على عدم الحضور في منتديات علمية أو ثقافية، هؤلاء يشبهون اللصوص الذين يسرقون مالا ويختبئون معه، ومنهم أيضا من يحاول جهده أن يكون في كل موقع وفي أغلب المؤسسات وبصفات مؤقتة حتى إن كان لا يقدم فيها شيئا- وهو لا يستطيع أصلاً- لأن عضوياته في هذه المؤسسات جاءت بالوساطة والمحسوبية وليس لقيمة شهادته.
هذه النماذج المريضة تزدهر في بيئة سياسية وإدارية تقدم كل الدعم و"السِتر" لهم، كما يحدث اليوم في ملف الشهادات الذي بدأ منذ السبعينيات وليس اليوم، حيث كنا نرى موظفين لصوصا بيننا في الوظيفة الحكومية يسرقون الوقت ويذهبون كل نهاية أسبوع إلى دول قريبة تمنحهم الوهم وفجأة يأتي أحدهم بشهادة علمية يأخذ عليها علاوة مالية بل يترقى!
موضوع "الدهشة" الذي نفتعله كل مرة في أحاديثنا، يجب أن ينتهي، فهذا ضحك على الذات لسبب بسيط وهو أننا نرفض الفساد أمام بعضنا ربما خجلا، ونرتضيه في الخفاء.
من المؤكد الآن مع هذه الفضيحة أن متنفذين سيعملون على إنقاذ هؤلاء بكل أدواتهم لأن الدهشة الحقيقية بالنسبة إليهم هي إيقاف جهودهم في توليد دكاترة مزيفين.
تعليقات