محمد بن إبراهيم الشيباني يقلب في صفحات الماضى الجميل، ويذكرنا بتجار الكويت الذين رفعوا اسم البلد في الأربعينيات والخمسينيات وماذا بقي منهم اليوم
زاوية الكتابكتب مايو 2, 2009, منتصف الليل 758 مشاهدات 0
تذكرون شراب الصباح؟!
الجولات في الكتب والمجلات والجرائد القديمة التي كانت تطبع هنا وهناك تدعوك الى التركيز في بعض الاحيان حين البحث عن امر قد لا يخطر على بالك، بل قد لا يطرأ على بال احد لأنه غير ذي بال، لأن العقول الباحثة ليست واحدة، وقد تتوارد الافكار بينك وبين الاخر في العمر مرة وليس في كل مرة وهكذا.. ومن الاشياء والاسماء التي مرت عليّ واستوقفتني طويلا تلك الشركات واسماء اصحابها الرنانة الذين كان لهم ثقلهم في التجارة والاقتصاد بل ورصيدهم الاجتماعي الكبير والثقيل في زمن من ازمان كويت الاربعينات الى الخمسينات، حيث بقي منهم من بقي واختفى منهم من اختفى.. ماذا جرى لهم يا ترى؟ واين هم الان مما كانوا عليه من عز ومال وشركات..؟
مثال لذلك، شركة فهد السليمان الطخيم واخوانه كانوا يستوردون راديو ومسجل وتلفزيون «كروندك» عام 1961، وكانت هذه الاجهزة عز الطلب كما يقولون وكان الناس يسجلون عليها كل شيء يطرأ على بالهم. يعقوب يوسف البهبهاني كان يستورد ساعات «وست اند»، ومن كان يمتلك هذه الساعة بأشكالها المختلفة فقد حاز الدنيا وما فيها، وكان الشباب يتباهون بها فيما بينهم في مجالسهم!
اصحاب معمل الصباح لتعبئة القوارير والتبريد (برتقال الصباح + صباح اب)، واما شراب الصباح والجوائز التي كانت توضع في اغطية القناني (اطويسه) من صينية ودستة كلاسات او صندوق (سحارة بطول) مجانية او الجائزة الكبرى وهي الدراجة (القاري) التي كان لا يحصل عليها الا صاحب الدكان الذي كان يجلس الشباب عنده (صبيان الفريج).
شركة العمر للهندسة الميكانيكية، شركة للمقاولات والتجارة. شركة النقيب والحميضي، ثم اصبحت شركة محمد سعيد حامد النقيب واخوانه (سيارات فورد الاميركية). شركة محمد عبدالرحمن البحر وشركاه (حليب رينبو ــ مراوح اندولا).
شركة عبدالعزيز العلي المطوع (منتجات بوش ــ مكيف رمنجتن).
شركة بدر الملا واخوانه (دودج) عروس السيارات، كما كانوا يسمونها آنذاك، ومعها بليموث.
شركة باجد (كراسي) محمد ملا حسين.
شركة المرطبات التجارية (كوكاكولا)، وكانت هذه الشركة وشركة البيبسي كولا من اكثر الشركات رواجاً واقبال الناس عليهما الى اليوم.
هذه الاعلانات في الصحف والمجلات القديمة ذكرتني في تلك الايام وارغمتني على كتابة هذه المقالة وترحمت بها على من مات من التجار الذين رفعوا اسم الكويت عاليا في منطقة الخليج، بل والعروبة قاطبة حتى كانت تتطور بما يستوردون من بضائع جعلت شعوب المنطقة وتجارها يتجهون اليها لاكتساب الخبرة والتجارة بالبضائع التي كانت تأتي بها السفن من العالم، حيث كان الميناء النشط آنذاك. كانت الكويت مصنع خبرات وعلم وعطايا وسخايا لاخواتها الخليجيات والعربيات. املي وامل الكويتيين اليوم بعودتها مرة اخرى الى سابق عهدها وشموخها وعزها وامنها وامانها وليس ذلك بعزيز على الله ثم ساستنا الحاكمين. والله المستعان.
محمد بن ابراهيم الشيباني
تعليقات