محمد عبدالقادر الجاسم: سكان خيطان توفرت لديهم «مناعة» ضد الوعود ولم تعد تنطلي عليهم الحيل الانتخابية

زاوية الكتاب

كتب 824 مشاهدات 0



منطقة خضراء 
تجارة «خيطانية»! 
 
كتب محمد عبدالقادر الجاسم

خلال فترة الانتخابات، يسعى بعض المرشحين إلى «التزود» بقائمة طويلة من القضايا ذات الطابع الشعبي وتبنيها في أحاديثهم مع الجمهور. وفي الدائرة الثالثة، حيث رشحت نفسي لانتخابات مجلس الأمة، تعتبر «خيطان» من القضايا التي يتبناها بعض المرشحين، ففي خيطان هناك مشاكل عديدة تتصل أولا بانعدام هوية المنطقة، فلا هي منطقة سكنية ولا هي منطقة استثمارية.. يسكنها خليط عجيب من الوافدين من طبقة العمال جنبا إلى جنب مع المواطنين الكويتيين.. منطقة مهملة تماما لا تتوفر في شوارعها أبسط متطلبات الأمن، ويصعب التنقل فيها من دون توقع اصطدام هنا أو هناك. وعلى الرغم من حيوية أوضاع المنطقة بالنسبة للناخبين فيها، إلا أن النقاش الذي شهدته الديوانيات التي زرتها كان يتركز على قضايا مجتمعية أساسية وليس قضية خيطان فقط، فسكان خيطان يدركون تماما أن أوضاع منطقتهم ستكون «مادة انتخابية» تكثر الوعود حولها، وهي وعود في الغالب مؤقتة تستهدف استدراج الأصوات أكثر مما تهدف فعلا إلى تبني القضية مستقبلا، لذلك فقد توفرت لديهم «مناعة» ضد الوعود ولم تعد تنطلي عليهم الحيل الانتخابية. وفي تصوري فإن قضية خيطان تحتاج إلى قرار سياسي أكثر من حاجتها للقرار الفني، فإذا ما توفرت إرادة حكومية لمعالجة أوضاع خيطان، فإن الحلول الفنية المطروحة متعددة ويمكن اختيار أفضلها. وفي ظني، وبعيدا عن المزايدات الانتخابية، إن انتخابات المجلس البلدي القادمة هي الانتخابات الأنسب لسكان خيطان لجعل قضية تنظيم المنطقة قضية انتخابية يتم من خلالها تقييم المرشحين. أما انتخابات مجلس الأمة فإنها ذات طابع سياسي صرف يتم خلالها التعامل مع قضية خيطان كوسيلة لكسب الأصوات لا أكثر ولا أقل. صحيح أن عضو مجلس الأمة يمكنه دفع الحكومة إلى الاهتمام بضرورة معالجة أوضاع خيطان، إلا أن التكسب الانتخابي في هذه القضية يسيء إليها ولا ينفعها. ومن بين الأمور التي لاحظتها خلال زياراتي لدواوين المنطقة ملاحظة تتصل بإصرار شباب خيطان على إبراز اهتماماتهم السياسية وتجاوزهم مطالبهم الخاصة بالمنطقة، وقد لفت نظري حماسهم الشديد للتأثير في نتائج الانتخابات من خلال تنظيم اللقاءات الجماعية والإصرار على المشاركة في الانتخابات.
 

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك