على وزير التربية أن يرحل.. هكذا يرى بدر خالد البحر
زاوية الكتابكتب بدر خالد البحر سبتمبر 8, 2018, 10:45 م 3567 مشاهدات 0
القبس
زاوية حادة -على وزير التربية أن يرحل
بدر خالد البحر
هناك أشياء، رغم حجمها الصغير، لها أثر مدو، خصوصا عند تعلقها بالحياة اليومية وارتباطها بفئة عمرية معينة، ككبار السن والأطفال مثلا، وهي من بين الأسباب، إضافة إلى سوء الإدارة، التي أعطت قضية مكيفات المدارس صخبا إعلاميا تطور الى مطالب شعبية في هاشتاق تصدر تويتر «استقالة وزير التربية مطلب شعبي».
وعلى سبيل الطرفة، وطالما نحن نتحدث عن التكييف، فمنذ عشر سنوات تقريبا، تعطلت مكائن التكييف فعانى من الحر موظفو الصندوق الكويتي للتنمية ولمدة صيف كامل، الصندوق الذي يقدم مساعدات بمئات الملايين للدول الفقيرة، ونتذكر أن بعض الموظفين قد اشتروا لأنفسهم مراوح، ويقول أحدهم كنا نجتمع مع مديري الأموال الأجانب فيأتون «كاشخين» وآخر الاجتماع يرحلون وقد فتحوا ربطة العنق وحملوا معاطفهم على أيديهم، ولما قام الموظفون بالاعتصام، فاجأهم المسؤول قائلا «اللي مو عاجبه يستقيل»، فلدي قوائم من المتقدمين للوظائف أستطيع تعيينهم غدا، ففشل الإضراب وعادوا الى الأفران في مكاتبهم.
نحن نقول لكل من أزعجته كما أزعجتنا أعطال مكيفات المدارس، كدليل على تقاعس الوزارة عن القيام بأبسط مهامها، ولكل من اقتنع بخبر قيام الوزير بإحالة قياديين الى التحقيق، كحقنة تخدير، إن عطل المكيفات بالرغم من فداحته لا يكاد يقارن مع الخروقات المستشرية في الوزارة، والسؤال هنا: لماذا لم نقرأ بالصحف وبنفس السرعة والحدة عن قيام الوزير بتشكيل لجان تحقيق مع القياديين في قطاع معادلة الشهادات بوزارة التعليم العالي، بعد أكبر فضيحة تزوير للشهادات في تاريخ الكويت؟! لجان تحقيق كانت من الممكن أن تطال الوزير نفسه إن ثبت تقصيره لأنه كان وكيلا بالوزارة.
إن الاختلالات الهيكلية في وزارة التربية والتعليم العالي التي بح صوتنا بها، من الفداحة ما يستدعي تجديد الدماء في المناصب القيادية وضخ عقول شبابية لتنسف مكامن الخلل، بما فيها تغيير وزاري صار مستحقا، فعندنا وزراء استقالوا في موقف يحسب لهم بتحمل المسؤولية، علاوة على أنه علينا التعلم من العالم الأول الذي طالما اندهشنا من أدائه، فالوزير البريطاني اللورد مايكل بيتس استقال لأنه تأخر عن البرلمان خمس دقائق، ووزير الاعمار الياباني ساهيرو، بسبب زلة لسان، والوزير الكندي الذي أجبر على الاستقالة لأنه سخر في خطابة بقتل حيوان الفقمة، أما الأقوى فهو وزير الطاقة السويسري موريتس، الذي استقال لقناعته بأنه قد حقق أهدافه في مجال الطاقة والبيئة. لتأتي وزارة التربية والتعليم العالي التي لا تكاد تصحينا بكارثة حتى تصفعنا بأخرى، دليلا قاطعا على عدم قدرة القائمين عليها على أداء مهامهم، لنقولها، مع عدم قبول أي تدخلات حتى البرلمانية ذات المصالح البحتة، إن على وزير التربية والتعليم العالي أن يرحل.
* * *
إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.
تعليقات