عبد الله العبد الجادر يكتب.. المال العام ذهب مع الريح

الانباء

المال العام ذهب مع الريح

عبد الله العبد الجادر

أتابع أخبار الدول الاقتصادية والمالية والمشاريع التي تخطط لها وتنفذها، وما شاء الله أرتاح وأفرح لما أسمع أو اقرأ أن استثمارات ومشاريع تمت بنجاح وحققت أهدافها بوقت ومال وجهد كما هو مخطط له أو أقل، ما يعني أن المال العام لم يذهب سدى وحقق نموا وتطورا اقتصاديا واستثماريا للبلد واستفاد منه مواطنوهم وخاصة في البلدان الاسلامية ومنها ماليزيا واندونيسيا وتركيا وعندنا في دول الخليج العربي الإمارات.

ليش ما ذكرت الكويت معاهم لأنها دولتي الحبيبة التي اشعر بوجعها وقلقها مما يحصل فيها ومن سنوات وما زالت بسبب المتنفذين والمفسدين وللأسف من بعض من ولدوا وتربوا ودرسوا واشتغلوا فيها وأخذوا الجنسية الكويتية ولم تقصر الدولة معهم ولكن استمالهم الشيطان والوسواس الخناس وقال لهم غيركم مو احسن منكم يلا انتوا في مناصب وعائلات لن يشكوا فيكم ولن تتعرضوا للمساءلة والقانون لأن وراكم ظهر (المتنفذين والمفسدين) الذين يمصون دم (مال) الكويت ويريدون مصلحتهم ونماء ثرواتهم واستثماراتهم داخل الكويت وخارجها.

ومثال على ذلك ان هناك أكثر من 400 قضية فساد بالتعدي على المال العام اجمالي مبالغها أكثر من 10 مليارات دينار وتشمل مناقصات ومشاريع واستثمارات حكومية، والغريب في الأمر أن السارقين للمال العام إما لا يزالون على رأس عملهم وأما هاربون خارج الكويت، ولم نسمع ان أحدا منهم حوكم وفي السجن وأنه تم استرجاع المبالغ المسروقة.

ولكن قرأت خبرا طازجا هذا الأسبوع أفرحني كثيرا وهو: «نفط الكويت» تحبط «كي داو» جديدة، مقاول كوري طلب مبالغ فاقت قيمتها 800 مليون دينار تعويضا.. ولجنة التحكيم الدولية حكمت بـ 1.1 مليون دينار فقط! نظير أعمال قام بها ولم تكن محل خلاف مع الشركة أساسا، كما ألزم الحكم المقاول بتحمل أتعاب المحاماة للشركة. وهذه تعتبر سابقة حكومية في المحافظة على المال العام ونرجو ان تكون عبرة وقدوة لكل المسؤولين في الحكومة للمحافظة على المال العام بدلا من أن يذهب مع الريح (جيوب المتنفذين والمفسدين).