ماذا يعني العيد؟!.. عبد العزيز الكندري متسائلا

زاوية الكتاب

كتب 1105 مشاهدات 0

عبد العزيز الكندري

الراي

ربيع الكلمات- ماذا يعني العيد؟!

عبد العزيز الكندري


العيد مظهر كبير من مظاهر الفرح والسرور، وهو يمثل أجمل الفرص للتواصل وبناء جسور المحبة ولتصفو النفوس، في العيد يتم توزيع الابتسامات والتهنئة على من تعرف ومن لاتعرف، وهذه من العادات الجميلة التي تعارف عليها الناس، لأنها تجلب المودة. 

وقد قدم رسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم- المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: «ما هذان اليومان؟» قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «إنَّ الله قد أبدلكم بهما خيرًا منهما؛ يوم الأضحى ويوم الفطر» رواه أبو داود.

ومما لاشك فيه أن الأعياد شرعت لتقوية روابط الإخوة وزرع بذور المحبة وقوية الصِّلة، وهو لايخص بلدا أو جنسية عن آخرى، حيث إن جميع المسلين أخوة في كل بقاء العالم، وهي ترسيخ للأخوة وذلك مصداقًا لقول الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم: «المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضا». 

العيد يعني أن نتذكر الضعفاء والمساكين من حولنا، وأن نواسي أهل الحاجة ونغنيهم عن السؤال، حتى نرسم الابتسامة في كل دار وبيت، ونشكر الله تعالى على كل النعم التي نحن مغمورون فيها، وهذه النعم تستحق الشكر، كما قال تعالى: «وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ». 

وإذا أردت أن تنظر إلى جمال العيد فتأمل في وجوه ونفوس الأطفال، حيث إنهم من أكثر الناس فرحاً بالعيد وهم من صناع الابتسامة، حتى أن مشاهدة الأطفال في العيد بالزينة والملابس الجديدة تجعل الإنسان في سعادة وفرح بسبب العفوية التي لديهم. 

والعيد يعني الفرح... والإنسان مع زحمة الحياة والمسؤوليات لا ينظر إلى هذه الأمور، مع أنها مهمة للأسر والأبناء والزوجات والأصدقاء وللجميع حتى الغرباء، حتى يأتي العيد ليذكرنا بالفرح، لأنه ارتبط في أذهان الجميع الصغار والكبار به، بل وتلاحظ فرح كل المجتمع بهذا العيد، في التلفاز والإذاعة وحديث المجالس كلها تتحدث عن هذا الفرح بيوم العيد. 

الشعور بالفرح بالعيد لا تحتاج إلى إمكانات كبيرة بقدر ما تحتاج إلى نفس نقية صافية متسامحة لا تحمل الحقد على الآخرين، لأنها نابعة من أعماق النفس الإنسانية ، وهي بحاجة إلى تفهم حاجة النفس قبل كل شيء، وقد تكون بإمكانات قليلة بسيطة لا تكلف شيئاً، ولكنها فقط تحتاج إلى نفسية الطفل الذي لا يحمل الحقد على أحد، وعنما يغضب سهل أن يرضى بعد ذلك.

ويقول علي الطنطاوي- رحمه الله:«وإذا فرحت أخاك بعطيتك، فرحك الله بعطية من عنده لا تحتسبها ولا ترتقبها وثواب الآخرة أكبر، فاختاروا يا أيها القراء مما يفضل من ثيابكم، وما يزيد من اللعب والسكاكر والحلويات عن أولادكم، فأرسلوه إلى أولاد الجيران الفقراء، دعوهم يعيشون يومًا واحدًا من السنة، كما تعيشون أنتم كل يوم، ولا تعطوا عطاء الكبر والترفع، إعطاء الصدقة، بل إعطاء الصداقة، ورب بسمةٍ في وجه السائل، أو شدةٍ على يده أحب إليه من المال الذي تضَعه في كفه، لأن المال يحيِي جسده وحده، والمال مع الابتسامة يحيي جسده وروحه».


تعليقات

اكتب تعليقك