العيد.. يوم للمصالحة والتسامح بين المسلمين وقلوب عامرة بالإخلاص لخالقها.. بوجهة نظر يوسف شهاب

زاوية الكتاب

كتب يوسف شهاب 807 مشاهدات 0

يوسف شهاب

القبس

شرباكة- عيد الحجاج.. والأضاحي

يوسف الشهاب



هذا صباح عيد الأضحى.. يأتي بعد دورة زمنية امتدت لعام ليعود من جديد على الأمة الاسلامية، فسبحان من بيده مقادير الأمور! قال تعالى «لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون».

والعيد يعني تلك المناسبة العظيمة التي فرض الله تعالى فيها الحج، فريضة من استطاع إليه سبيلاً.. ويعني اجتماع المسلمين على صعيد واحد، يكبّرون الله بصوت واحد واختلاف بالألسن، وكلها تدعو خالقها الى الرحمة والغفران، حامدة له سبحانه على ما أنعم عليها من أداء الفريضة التي فرضها الخالق على عباده المسلمين، وما فيها من ثواب وأجر ومشقة في المناسك.

أمس، وقفت جموع الحجاج بأعدادها الكبيرة التي جاءت من كل حدب وصوب، ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام.. وبالأمس، أيضا اختار العديد من المسلمين الصيام في يوم عرفة لما فيه من أجر وثواب وتكفير لما مضى من العام وما بقي منه، فالمناسبة، إذن تأتي لضيوف الرحمن وهم بالأراضي المقدسة على صعيد واحد، وتأتي لمن لم ينل حظ الذهاب لأداء فريضة الحج ليكون صيام عرفة رافدا من روافد الأجر والثواب. وما أكثرها من رب العباد على عبادة المسلمين الحامدين الساجدين العابدين الموحّدين له سبحانه من دون سواه.

ومن فضل الرحمن على عباده المسلمين ان جعل لهم يوما يلتقون فيه على صعيد واحد.. وهو يوم عرفة، حيث ملايين المسلمين تقف في عرفة في وقت واحد ثم يغادرون في آخر النهار وفي وقت واحد، ومثل هذه الجموع البشرية التي تدعو خالقها بالمغفرة والثواب بكل اللغات لا تراها في أمة أخرى، وهذا تأكيد على سمو الرسالة الاسلامية ومكانة فريضة الحج التي هي واجب وفريضة على كل مسلم ما دام قادراً على تأديتها، سواء لتوافر المال أو بالصحة التي ينعم فيها. وأكثر ما يؤلم النفس أن هناك من المسلمين من ألهتهم الدنيا بكل متاعها الزائف، وصدهم الشيطان عن أداء هذه الفريضة، رغم قدرتهم عليها مالا وعافية، لكنهم صدوا عنها وولوا وجوههم نحو زوائل الدنيا التي لا تدوم ولا تنفع.

والمتأمل ليومي عيد الأضحى وعيد الفطر، يرى أن الأول يأتي وقد أتم المسلمون فريضة الحج، وهو ركن من أركان الاسلام، وأما عيد الفطر فإنه يأتي بعد شهر من الصيام، وهو فريضة على المسلم وركن من أركان الإسلام.. فالعيدان هما جائزة من الخالق لعباده الذين آمنوا بوحدانيته سبحانه، وأدوا الفريضتين امتثالا لما فرضه رب السماء عليهم.. فهنيئا لحجاج بيت الله على أداء الفريضة وللمسلمين في يوم هذا العيد المبارك.


***

• نغزة

العيد.. يوم للمصالحة والتسامح بين المسلمين وقلوب عامرة بالإخلاص لخالقها.. الحجاج وقفوا أمس في عرفة في يوم الحج الأكبر، ونسأل الله تعالى أن يتقبّل حجهم ومسعاهم.. ومن لم يحالفهم الحظ بالحج وصاموا بالأمس.. فالدعاء بالقبول والثواب، وكل عام والجميع بخير.. طال عمرك.

تعليقات

اكتب تعليقك