لم يكن الغزو العراقي الغادر للكويت سنة ١٩٩٠ غزو صدام حسين وحده كما يحب البعض أن يزوّر التاريخ.. برأي وليد الغانم
زاوية الكتابكتب وليد الغانم أغسطس 1, 2018, 10:42 م 1997 مشاهدات 0
الجريدة
يا بنيّ: هكذا غزا العراق كويتنا
وليد الغانم
٢٨ عاماً مضت على غزو العراق للكويت في يوم الخميس الأسود، ومن النادر أن يعود تاريخ ٢ أغسطس موافقاً ليوم الخميس كما هو اليوم، لنستذكر قصة أعظم خيانة عربية في التاريخ الحديث، والجريمة التي نحرت ما تبقى من العروبة في أوطاننا المشتتة.
أجيال متلاحقة وهبت لها الحياة بعد التحرير لم تدرك كارثة الغزو العراقي، ولم تشهده، ومهما تحدثنا عن غزو العراق للكويت فإننا لن نملّ ولن نتوقف عن رواية هذه الجريمة العربية الغادرة التي قلبت الحياة رأساً على عقب، ليس في الكويت فحسب، بل في الوطن العربي والإسلامي وفي العالم كلّه.
لم يكن الغزو العراقي الغادر للكويت سنة ١٩٩٠ غزو صدام حسين وحده كما يحب البعض أن يزوّر التاريخ، لم يكن الغزو العراقي الغادر للكويت غزواً صدامياً أو بعثياً أو عفلقياً، بل هو غزو عراقي اتخذ قراره مجلس الثورة العراقي، وباشرت إجراءاته الحكومة العراقية ومؤسساتها، وطبّقه على أرض الواقع جيش العراق وأجهزته العسكرية والأمنية المختلفة، ولذلك فإن محاولات تجميل هذه الأفعال الخائبة وتغيير مسمياتها لا تعتبر من أعمال تحسين العلاقات بين الكويت والعراق، إنما هي نوع من أنواع تزوير التاريخ الذي عاصرناه وشاهدناه ولم يروه لنا أحد.
نحن نستذكر الغزو العراقي الغادر، وليس هدفنا إثارة الأحقاد أو بث الكراهية، فهذه ليست من شيم أهل الكويت ولا من أخلاقهم، إنما نستذكر بطولات أبناء الكويت وبناتها، نستذكر شهداء الكويت وشهيداتها، نستذكر أسرى الكويت وأسيراتها، نستذكر ما قدمه الصامدون والمرابطون، نستذكر المقاومة الكويتية المدنية الجبارة والعسكرية الباسلة في وجه الاحتلال العراقي البائس، نستذكر الولاء العظيم للكويت وأرضها الذي لم يشهد له التاريخ الحديث مثيلاً، نستذكر وحدة الكويتيين وعطاءهم الغزير، نستذكر الجنود المجهولين الذين لم يكرمونا بعد بقصص تضحياتهم ولا مآثر أعمالهم، إننا نستذكر تاريخاً مشرفاً ورواية عالمية قلَّ أن تجود بها الشعوب، إننا نستذكر قصة فخرنا وحكاية مجدنا.
مع كل ما وقع في هذه الكارثة العربية والإسلامية عام ١٩٩٠ تعالت الكويت من جديد وفتحت صفحة بيضاء، ورفعت رايات العطاء والسلام كعادتها، وها هي قد سعت إلى إخراج العراق من عقوبات الفصل السابع، وتعيد العلاقات الدبلوماسية، وتوقع الاتفاقيات المتبادلة، وتساهم في إعادة إعماره، وتقف معه ضد الصنيعة الإرهابية (داعش)، ولا تبخل بالمساعدات الإنسانية والتنموية لشعبه، وتستضيف أكبر منتدى عالمي لدعم العراق، والسؤال الحقيقي ليس عن المطلوب من الكويت للعراق إنما ما المطلوب من العراق وحكوماته تجاه الكويت؟
لقد علّمنا آباؤنا وأجدادنا قصص كفاحهم ومراجلهم وبطولاتهم في كويت ما قبل النفط، وسنعلّم أبناءنا وأحفادنا قصص بطولات ومراجل شباب الكويت في الغزو العراقي، وسنظلّ نحدثهم عن هذه النكبة السوداء في تاريخ الأمة، ونروي لهم دوماً: كيف غزا "العراق" دولة الكويت.
حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه، والحمد لله رب العالمين على نعمة التحرير.
والله الموفق.
تعليقات