رغبات دبلوماسية ممنوعة!.. يكتب خالد الطراح

زاوية الكتاب

كتب خالد الطراح 1602 مشاهدات 0

خالد الطراح

القبس

من الذاكرة- رغبات دبلوماسية ممنوعة!

خالد الطراح


جانب الصواب الأخ سفير العراق لدى الكويت توقيتا ومقترحا، حين أطلق تصريحه بشأن حذف الغزو العراقي من المناهج الدراسية وأن يستبدل به الغزو الصدامي، ربما بسبب تواضع الخبرة السياسية والتاريخية كذلك!

من ناحية التوقيت فقد جاء تصريح السفير العراقي غير موفق إطلاقا، بسبب تزامنه مع ذكرى الغزو العراقي، وهو تصريح لا يعكس حقيقة الموقف والتاريخ، فالغزو أعد له فكرا وخطط له الرئيس العراقي المقبور صدام حسين، ونفذه عدد ضخم من الجيش العراقي، وأفراد من الشعب العراقي المدني أيضا، وتفوق الجيش على رئيسه في التفنن في عذابات الشعب الكويتي الجار، وجعل برك الدماء تسبح فيها الكويت شعبا ووطنا، ووجه جميعهم، سياسيا وعسكريا، خناجر الغدر للكويت ودول أخرى أيضا.

شخصيا تعمدت في كثير من المقالات تناول الغزو ونسبه إلى صدام، وليس حزب البعث، لأنني مؤمن بأن الغزو ليس المسؤول عنه المقبور صدام وحده، وبشخصه، ولكن من أجل المساهمة في تنقية بعض الأجواء المسمومة بين الشعبين العراقي والكويتي، ولكن هذا لا يعني بأن الغزو لم يكن عراقيا، سواء من الناحية التاريخية أو الفعلية أيضا كما لم يكن بعثيا.

ماذا يسمي السفير العراقي طاغية بغداد صدام حسين؟ هل هو رئيس عراقي سابق، أم أنه أصبح رئيسا في غفلة من الزمن ولم يتوج بلقب الرئيس لعشرات السنين؟!

لا أتوقع أن هناك مواطنا عراقيا أو مؤرخا يمكن أن يندفع نحو طمس التاريخ وتحريفه حتى في ما يخص المقبور صدام، فضلا عن أن أدبيات دولية ومواثيق ودراسات وأبحاث لم تفرق بين الغزو، سواء كان عراقيا أو صداميا، بل على العكس تماما، فالغزو كان ومازال في ذاكرة التاريخ والبشرية غزوا عراقيا.

هل يتفق السفير العراقي مع نسب جريمة حلبجة الكيماوية وجرائم أخرى ضد الشعب العراقي بأنها جرائم صدامية، أم أنها جرائم النظام العراقي للمقبور صدام؟

أستطيع الجزم بأنه لا يجوز في أي حال من الأحوال فصل اللقب عن الاسم، ودون نكء الجروح مازالت هناك أصوات عراقية، وليست صدامية تحمل راية العداء ضد الكويت، دولة وشعبا، نتيجة ماكينة إعلامية عراقية رسمية خلال عهد المقبور الرئيس صدام غذت بعض العقول العراقية ضد الكويت التي كان لها موقف مشرف، لا أتوقع أن الأخ السفير يجهله أثناء الحرب العراقية – الإيرانية، وليس الحرب الصدامية – الخمينية!

يعلم سعادة السفير العراقي أن هناك دروبا وخيارات عديدة ينبغي التركيز عليها، بدءا من البرلمان العراقي وبعض أجهزة الإعلام التي تخرج أحيانا بأفكار عدائية ضد الكويت لا تصب في مصلحة البلدين والشعبين الكويتي والعراقي أيضا، وهو ما ينبغي على السفير تجنيد خبراته في هذا الاتجاه دون المساس بالتاريخ والحقيقة.

أتوجه إلى الأخ السفير بنصيحة بالإمعان في قراءة التاريخ وأدبيات الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي والمنظمات العربية والإسلامية، لعله يقتنع بأن الغزو كان عراقيا وليس صداميا، وأي اقتراح يمس التاريخ ويشوه أو يجتزئ الحقيقة ممنوع دبلوماسيا وتاريخيا وإعلاميا!

أما بالنسبة للمناهج الكويتية، فهي برأينا لم تكتب بحيادية كاملة بخصوص الغزو العراقي، وندعو وزارتي التربية والإعلام عدم اجتزاء التاريخ فهناك جوانب عديدة تم القفز عليها، لكنها تظل محفورة في وجدان المواطن الكويتي.

تعليقات

اكتب تعليقك