الكويت دولة بوليسية-هكذا يراها سعود العصفور

زاوية الكتاب

كتب 1137 مشاهدات 0


بالعربي الفصيح والسهل والبسيط، نحن نعيش في دولة بوليسية، إقرأ الجملة السابقة كيفما أردت، من اليمين إلى اليسار أو من اليسار إلى اليمين، ولو أردت أن تقرأها من الأعلى إلى الأسفل، أو من الأسفل إلى الأعلى، كما هي حال البلد هذه الأيام، فلن يغيّر ذلك من المعنى شيئاً، فنحن وبفضل من الله أولاً ومن ثم حكومتنا الرشيدة المستنيرة المتطورة المنفتحة، أصبحنا نعيش في دولة البوليس والاعتقال والضبط والإحضار وزوار الليل وما تبقى من النهار، ودخلنا أخيراً في قائمة الشرف للدول الشمولية وبكل فخر وحضور!
والله وحده يعلم ما تخبئه لنا هذه الحكومة المستقيلة من مفاجآت مقبلة، فاليوم خالد وضيف الله، وغداً محمد وعلي وصالح وعبدالله، وحتى نصل إلى المرحلة التي يكون فيها لـ «آذان الحوائط» قيمة ورهبة وحضوراً!
أصبح المواطنون يعتقلون لمجرد التصريح بالرأي، ويتم احتجازهم لأسابيع مع سبق الإصرار والترصد، من أجل أن يدفعوا ثمن ذلك الرأي الذي صرحوا به، وسواء كنا نتفق مع ما طرحه النائب السابق ضيف الله بورمية أو المرشح خالد الطاحوس أم لا، إلا أننا من دون شك لا نتفق مع الإجراءات التعسفية التي تقوم بها الحكومة من أجل إطالة أمد بقاء الطاحوس وبو رمية قيد الاعتقال! ولا يمكن لأي عاقل أن يدعي أنه من الصواب أن يعالج الخطأ بخطأ أكبر منه، وهذا بالضبط ما تفعله حكومتنا الذكية، فهي تعالج ما تعتقد أنه مخالفة للقوانين قام بها بورمية والطاحوس، بخطيئة أكبر لا يمكن توقع تبعاتها على المديين القصير أو البعيد على المجتمع الكويتي!
بالأمس، كنا نفتخر بعدم وجود سجين رأي واحد في الكويت، واليوم يعتقل أصحاب الرأي لأسابيع، فعن أي حرية يمكن لنا أن نتكلم، وبأي ديموقراطية يمكن لنا أن نفتخر؟ للأسف، هم يدمرون ما تبقى من هذا الهامش النسبي للحريات، ولا يمكن أن يكون مثل هذا التصرف الأرعن عفوياً أو مجرد ردة فعل غير مدروسة، بل قد لا أكون متجنياً إذا ما اعتقدت أن مثل هذه التحركات السلبية التي تقوم بها الحكومة منذ مدة ضد الحريات، بدءاً من إصدارها لقانون التجمعات السابق، والذي ركنته على الرف موقتاً بعد تصدي القوى السياسية له، ومروراً بطريقة معالجتها للأزمات اللاحقة كلها، مثل أزمات التأبين والفالي والمساجد والدواوين وغيرها، لا تخرج عن كونها تحركات مقصودة وموجهة في اتجاه واضح ومحدد، تحاول الحكومة من خلاله أن تبقى البلد في حال من التأزيم المستمر والتشنج العالي! ما الهدف الذي تسعى إليه الحكومة من كل ذلك؟
إقرأ عنوان المقال، لتعرف الإجابة! والله يستر على هذا البلد، إذا ما استمرينا بهذه السلبية والحكومة تغتال الحريات بشكل شبه يومي!

الآن-الراي

تعليقات

اكتب تعليقك