استقالة الحريري ضربة سعودية بيد الحريري لإيران.. كما يرى ناصر المطيري

النهار

خارج التغطية- الاستقالة المدوّية

ناصر المطيري

استقالة سعد الحريري جاءت مدوية وعلى ايقاع الصاروخ الباليستي الذي وقع في شمال الرياض بعد أن اعترضته المضادات الأرضية، وكذلك تزامن الأمر مع حملة محاربة الفساد الكبرى التي طالت رؤوسا سعودية كبيرة من أمراء ووزراء وشخصيات مرموقة، فهل ثمة رابط بين تلك الأحداث أم هي محض صدفة وتزامن غير مقصود؟ في الحقيقة من الصعب ايجاد جواب حاسم لذلك ولكن ربما تسفر الأيام القادمة عن أمر ما في المنطقة عموما.

استقالة الحريري من خلال خطاب حاد يعلنه من العاصمة السعودية ويهاجم فيه طهران وحزب الله المدعوم منها هي ضربة سعودية بيد الحريري لإيران التي تتسبب في كل مواقع التأزيم في المنطقة من اليمن إلى العراق فسورية امتدادا إلى لبنان.

الواضح من خلال خطاب الحريري أن التصعيد مقبل على لبنان، خصوصاً حين قال إن المشهد يشبه إلى حد بعيد مرحلة العام 2005، وما سبق اغتيال الرئيس رفيق الحريري، فيما هناك من يشبه الوضع بفترة إصدار القرار 1559، وما حمله من تداعيات على الوضع اللبناني. أما الازمة التي يقبل عليها لبنان، فهي كيفية تشكيل الحكومة، ومن الذي سيشكلها وممن ستُشكل؟ كلام الحريري لا يوحي بأن تيار المستقبل سيكون مشاركاً في أي حكومة تضم حزب الله، وإذا ما ضغط حزب الله نحو تشكيل حكومة كحكومة الرئيس نجيب ميقاتي، فهذا يعني أن لبنان سيكون أمام أزمة جديدة، تعاني من الاعتراف من قبل المجتمع العربي والدولي. وهذا ما قد يزيد الضغط السياسي والاقتصادي على البلد في ضوء العقوبات المفروضة على حزب الله، ولا نستبعد أن يدخل لبنان على خط الفوضى والاقتتال من جديد