الهيمنة الإيرانية بلغت نهايتها ونجحت في زرع خلاف عقائدي ومذهبي بين أبناء الوطن الواحد.. برأي محمد الرويحل
زاوية الكتابكتب مارس 4, 2017, 12:34 ص 420 مشاهدات 0
الجريدة
بالعربي المشرمح: دهاء الفرس ومكر الأميركيين!
محمد الرويحل
يعرف تاريخياً عن الفرس دهاؤهم ومكرهم في السياسة، لذلك علينا أن نعي أن ما تتبناه إيران من شعارات مذهبية ودينية كان مجرد دهاء سياسي لاستقطاب واستمالة فئة من العرب الشيعة، وقع على جزء منهم ظلم لأسباب عديدة، والمتابع لواقع الإقليم يعي تماماً سياسة إيران في استغلالها لغالبية الشيعة العرب من خلال دعمها لبعض الشخصيات الدينية والسياسية من أبناء هذه الفئة، لتعزلهم عن بقية مجتمعاتهم بذريعة المظلومية والمذهبية، وأنها المنقذ والداعم لهم ولحقوقهم.
ولدهاء سياستها نجحت في عزل جزء كبير من العرب الشيعة، بل لخبث تلك السياسة صنعت عداءً وكرهاً بين تلك الفئة وبقية فئات العرب الأخرى في أوطانها، وساعدها في ذلك النجاح الحكومات العربية وإعلامها الفاسد، فبدلاً من احتواء تلك الفئة ورفع الظلم عنها تركت لتكون أداة للمشروع الفارسي.
ما نراه اليوم في العراق وسورية واليمن وبعض دول الخليج من خلاف عقائدي واقتتال مذهبي بين أبناء الوطن الواحد لم يكن ليحدث لولا دهاء ومكر الفرس وسياسة إيران الخبيثة وسوء تعامل الحكومات العربية وإعلامها مع تلك السياسة، أو قد تكون مستفيدة من هذا التناحر، وهذه السياسة في هذه المرحلة بالذات، وهي مرحلة الربيع العربي الذي جعلها تترك الجمل بما حمل لإيران وأذنابها من العرب.
وأعتقد أن مكر ودهاء إيران بلغا غاياتهما وحققا أهدافهما، وبدأ ينقلب السحر على أتباع الساحر الذي أجزم أنه سيتركهم لأقرانهم لينتقموا منهم، وسيتخلى عنهم، وهو الأمر الذي نراه اليوم بعد أن اكتشف الإيرانيون أن الفرصة التي منحت لهم قد حققت أهدافها، ولا يمكن لها أن تستمر أكثر من ذلك.
يعني بالعربي المشرمح:
النتائج التي تحققت في مرحلة الهيمنة الإيرانية قد بلغت نهايتها، ونجحت في زرع خلاف عقائدي ومذهبي بين أبناء الوطن الواحد، وهو ما كانت إسرائيل والغرب يريدان تحقيقه وحصل، وستكون المرحلة المقبلة عبارة عن خطوتين، الأولى تطهير بقايا المرحلة الماضية والأخرى إعادة ترتيب أوضاع المنطقة، ومن ثم تجهيزها لإعادة إعمار ما دمرته تلك المرحلة، وبالتالي تحقق لإسرائيل وأميركا مرادهما في الخطوتين، اللتين كانت أولاهما سياسية وحققت أهدافها، والأخرى اقتصادية وستحقق أهدافها، والخاسر الوحيد العرب بكل طوائفهم ومكوناتهم ومقدرات أوطانهم.
تعليقات