الفساد لدينا بالكويت بات قويا جدا لدرجة يحق لنا أن نفتخر بتقدمنا فيه.. برأي جاسم كمال

زاوية الكتاب

كتب 439 مشاهدات 0

جاسم كمال

النهار

خُذ وخل- المدينـة الذكيـة والفسـاد

جاسم محمد كمال

 

المدينة الذكية تسمية ظهرت لنا حديثا وإن كانت بالعالم المتقدم موجودة ومعمول بها وفرحنا عندما سمعنا أن هناك نية لدى الحكومة الرشيدة أن تنشئ مدينة ذكية بالتعاون مع الأصدقاء في كوريا الجنوبية، وشيء جميل أن يكون لدى الحكومة الرشيدة نية بهذا لكوننا بحاجة لهذا النوع من المدن بعدما رأينا مدى الفساد الذي ظهر في مشروعي شمال غرب الصليبخات ومدينة جابر الأحمد بما يخص البيوت الحكومية الجاهزة، ولكن السؤال هنا من سيكسب هذه المرة المدينة الذكية أم الفساد؟

ولأننا نعيش بأجواء الفساد في كل شيء لحد أننا بتنا نتصور أن الفساد هو أمر واقع لا فرار ولا مناص منه بتنا نتعامل معه بشكل يومي حتى وصل الحال بنا أن ننشئ هيئة خاصة لمكافحة الفساد، ومع الفساد الذي نحن فيه هل سيكون للمدينة الذكية دور؟ وإن كان لها دور هل ستقضي على الفساد؟ والمدينة الذكية هي التي توفر لساكنيها السعادة والصحة والراحة والأمان وتتأثر هذه المدن بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتعد هي الأساس لها لحل مشاكل المياه والطاقة والسلامة والنقل وهذا ما يسرع نمط الحياة الحضرية، وبعدما عرفنا أهم مميزات المدينة الذكية هل هناك من يعتقد أنها ستنشأ فعلا؟ ولكن الواقع يقول إن الفساد لدينا بالكويت بات قويا جدا لدرجة يحق لنا أن نفتخر بتقدمنا في الفساد وأننا تفوقنا على الذين من حولنا فيه لكون الفاسد هو المقدر وهو صاحب الحظوة وبات الفاسد عما وخالا ومن يدور في الفلك من حوله تبع له، وهنا الخوف أن تحول المدينة الذكية لمدينة ذكية في الفساد وهنا الخطر أن يكون فسادها ذكيا بحيث لا يظهر كما حصل في بيوت الجاهزة بالمشروعين شمال غرب الصليبخات ومدينة جابر الأحمد، وكالعادة لجنة تحقيق ومن ثم تحويل للجهات الرقابية وبعد ذلك سلامات لا حس ولا خبر وتمر الأمور كلها بدون أن نعرف من هو الفاسد أو من هو المفسد الذي أفسد فرحة المواطن ببيت العمر الذي خلص العمر من أجل الحصول عليه، وبقدر ما نحن بحاجة للمدن الذكية نجد خوفنا من الفساد أكبر على هذه المدن التي ستتحول من ذكية لمدن غبية بسبب مارد الفساد الذي لم نسمع عن شيء قد حد منه أو قضى عليه، الخوف أن نصاب بإحباط بعدما فرحنا بالمدينة الذكية وتكون مدينة أكثر من عادية لكون الفساد قد ساد.

واليوم ونحن بهذا الوضع المتردي بسبب فقدان الإصلاح وضياع بوصلة التنمية وتفشي الفساد بكل شيء بات الذكاء محصورا في كيفية أن نفسد الأمور ونطيح بالنجاح حتى نصل مرحلة الفشل ما يجعل هذا الشعب الطيب محبطا من كل شيء ولا يثق بأحد وباتت كل التصريحات كلاماً في كلام وكله «حجي» للإعلام وتخدير الشارع المحلي، وهنا نقول إن كانت المدينة الذكية هي الباب الذي سيعلن الحرب على الفساد فأهلا بالذكية حتى نقول وداعا للفساد الذي نخر جسد كل شيء بالكويت بداية بالاقتصاد المحلي ومرورا بجميع الأمور الخدمية بالبلاد ولكن مع كل هذا الكم الهائل من الفساد نقول ابتسم فغدا أفضل وافرح فأنت في الكويت، وهنا أقول التمني الحقيقي لي كمواطن كويتي بسيط من أهل الغالبية الصامتة ما نبي الذكاء من أجل بقاء الفساد بل نبي الذكاء للقضاء على الفساد أولا ومن ثم المدينة الذكية لكون الذكاء إن اجتمع مع الفساد بات همنا أكبر وبلاؤنا أدهى وبات حالنا لا طبنا ولا غدا الشر، والحين ما عاد لي إلا الدعاء للعلي القدير أن يحفظ الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه، ولا يصح إلا الصحيح.

نبارك لنواب الأمة مكاتبهم الجديدة وأقول عساكم تكملون مدتكم، ولكن السؤال هل كلفة المبنى وتأثيثه ضمن الترشيد المزعوم؟ الجواب يوز يا مواطن.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك