ما بين ' كلاي ' و' متين' .. تكتب هيلة المكيمي عن نظرة العالم للإسلام

زاوية الكتاب

كتب 491 مشاهدات 0

د. هيلة المكيمي

النهار

حياد إيجابي- المتين والكمين

د. هيلة المكيمي

في شهر رمضان حيث يكثر الحديث حول ضرورة التراحم والتقارب مابين المسلمين بعضهم وبعض، وكذلك مابين المسلمين كأقليات اجتماعية حيث هم من يكون بأمس الحاجة لغرس ثقافة التعايش السلمي مع الآخر، وبالرغم من ذلك صدم الجميع مؤخرا بحادثة ملهى ليلي في اورلاندو احد ابرز المدن السياحية الاميركية حيث علق الرئيس الاميركي باراك اوباما على الحادث بأنه الاكثر دموية وتأثيرا.

الا ان الفاجعة في العملية تلك جاءت من قبل اميركي-افغاني مسلم يدعى عمر متين، وقد برر والد متين ان ما قام به ابنه كان بسبب استفزازه لمنظر بعض الشواذ في الملهى الليلي ما جعله يكون في حالة استنفار حيث اندفع مطلقا النار داخل الملهي وقتل ما يقارب الخمسين شخصا. ذلك المشهد بلا شك سيكون عليه اسوأ التداعيات على الجالية المسلمة التي تعيش في اميركا لاسيما ان الولايات الاميركية على مشارف نهاية مخاضها الانتخابي حيث تتنافس هيلاري كلينتون الديموقراطية مع الجمهوري اليميني رونالد ترامب والذي طالب مرارا وتكرارا بمنع دخول المسلمين في اميركا، فواقع الحال يؤكد أن المتين بانفعاله وغضبه اوقع بقية المسلمين في اميركا بما في ذلك طلبتنا الدارسين في اميركا في كمين الانتقام والاستهداف والرفض.

مما لاشك فيه ان المسلم لا يقبل بالمنكر وذلك ما تسعى جاهدة لتحقيقه الكثير من المجتمعات الاسلامية في محاولتها لزرع الفضيلة، ولكن ان تفرض بالقوة في بلدان تختلف عنا بالثقافة والفلسفة والمنهج والاعتقاد فان ذلك لا يعدو ان يكون اقراراً لشريعة الغاب والفوضى، بل هو تشويه واضاعة لجهود حثيثة بنيت لعقود من الزمن من قبل الجاليات الاسلامية التي تحاول ان تؤكد بأنها جزء من ذلك النسيج المجتمعي وانهم ليسوا دعاة ارهاب، ويطالبون الاخرين بالايمان بالتعايش السلمي فاذا بنا نثور ضد هذه المطالب من خلال تلك المشاهد الارهابية التي تظهر من حين لآخر. فكيف نطالب الاخرين معاملتنا من المنطلق الانساني في حين نرفضه نحن حينما نتعامل مع الآخر، بل ان اميركا هي دولة قانون ومؤسسات وعدالة، فمن اراد العلم والمعرفة والمجتمعات والاماكن المحافظة والمتدينة لن يجد أفضل مكانا من اميركا ومن اراد عكس ذلك وجده.

مما لاشك فيه ان هذا العمل الارهابي ستكون له تبعات مباشرة في تعزيز فرص ترامب على هيلاري، الا ان الغريب حقيقة ان هذا العمل أتى بعد ايام قلائل من تأبين الراحل العظيم محمد علي كلاي النموذج المشرق لرجل الاسلام في الغرب.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك