ضاري المطيري يتهم إذاعة القرآن الكريم بتحولها إلى عزبة للبعض، وأنها تسببت فى هروب مشايخ الكويت إلى محطات أخرى بين الأغاني وبرامج الطبخ والاستشارات الطبية والأخبار والأرصاد الجوية والوفيات

زاوية الكتاب

كتب 924 مشاهدات 0


مزعلين العفاسي.. عسى ما شر؟
 

 

ضاري المطيري

كتبت مقالا تحت عنوان «ممنوع الاقتراب.. إذاعة القرآن» نشر بتاريخ ٢٥ أغسطس ٢٠٠٨، وقد حاولت فيه جاهدا إيصال فكرة مفادها أن إذاعة القرآن الكريم في الكويت مع الأسف الشديد غير مهتمة بالعناصر الكويتية المتميزة والكوادر الشبابية المبدعة في القرآن الكريم حفظا وتجويدا إضافة إلى العلوم الشرعية على اختلافها، ولسوء حظي أو لعله لسوء في تعبيري وجدت من فسر المقال على غير ما أردت وعنيت، فظن البعض أني أردت التقليل من شأن القراء غير الكويتيين، والقراء المصريين منهم بشكل خاص، والبعض الآخر رأى فيها دعوة لتخذيل العاملين في إذاعة القرآن حيث نسلم جميعا ونقر بأن حسناتها أكثر بكثير من سيئاتها، لكني أجد في مقالي هذا شواهد أكثر لما أردت التدليل عليه ومجالا أكبر لإيضاح الفكرة التي أردت بإذن الله.

ففي اللقاء الأول لقناة الراي مع القارئ والمبدع مشاري راشد العفاسي على برنامج «رايكم شباب» كشف العفاسي عن أمور كبيرة يجب التوقف عندها والتأمل فيها، حيث أوضح أن إذاعة القرآن لم تجر معه أي لقاء إذاعي حتى بعد نيله لجائزة أوسكار المبدعين العرب، مؤكدا أن تكريمه أتى له من خارج بلده من مصر التي عرف واشتهر فيها قبل الكويت، كما تساءل عن سبب عدم إذاعة أصوات الإخوة من أئمة المسجد الكبير المشهود لهم بالأصوات الجميلة وحسن الأداء سواء في القراءة أو الأذان، وأكثر ما أفزعني حقيقة أن الختامات القرآنية تدار في الإذاعة بالواسطة، فانظروا كيف وصل الأمر لأن تدخل في قراءة القرآن الواسطات والمعارف وحب الخشوم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

إن المستمعين لا أشك أنهم يريدون شيئا لا يريده القائمون على إذاعة القرآن، فالقارئ صلاح الهاشم قال في لقاء صحافي سابق نشرته «الأنباء» إن إذاعة القرآن تذيع له أناشيده دون قراءته للقرآن، كما ذكر أيضا أنهم يذيعون أصوات قراء كبار بطريقة قراءة التحقيق التي لا تعني المستمع العادي بقدر ما تعني القارئ المتخصص، فالقارئ العادي يحب سماع الترتيل، بل أحيانا يفضل طريقة الحدر.

أيها الإخوة لا تجعلوا من إذاعة القرآن عزبة للبعض يفسحون المجال ويغلقونه على المشتهى والمزاج، أيها الإخوة، لقد «طفشتنا» الشللية في مؤسسات الحكومة على تنوعها فجنبوها على الأقل الاقتراب من أماكن الدعوة والإرشاد كإذاعة القرآن.

العفاسي لديه مشروع كبير لا يعطله تهميش إذاعة القرآن إطلاقا لكنه حتما يريد الإصلاح بحديثه على قناة «الراي» آملا ألا تكون الإذاعة سببا لإحباط شباب غيره لا يصلون إلى مثل همته العالية، فمشاري راشد توجه إلى قناته (قناة العفاسي)، وفهد الكندري وصلاح الهاشم وجدا بغيتهما في قناة الوطن، وماجد العنزي بإذن الله سيبدأ مسيرته عبر قناة المعالي الكويتية القادمة بإذن الله، وها أنا أقدم برنامجا إذاعيا دينيا حول الحج للمرة الثانية ومع الأسف ليس على إذاعة القرآن الكريم كما هو المفترض، وإنما تبثه مشكورة الإذاعة العامة، يعني إذا تبي تسمعنا فيجب أن تبحث عنا بين الأغاني وبرامج الطبخ والاستشارات الطبية والأخبار والأرصاد الجوية والوفيات.

في الختام أرجو أن تكون الغمامة قد زالت لدى البعض من مقالي السابق الذي أشرت إليه في البداية والذي ظن منه البعض أنه ينقم على كثرة الوافدين في إذاعة القرآن بدلا من أبناء الوطن أمثال العفاسي والكندري والهاشم والعنزي والجهيم، لذا أتمنى قبل كتابة المقال القادم أن تكون إذاعة القرآن قد فتحت آذانها لمستمعيها واستدركت ضرورة استقطاب قراء ومشائخ الكويت المهمشين.
 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك