يكتب وليد الرجيب عن إنهاء الخلافات بين إيران ودول الخليج
زاوية الكتابكتب مارس 20, 2016, 11:58 م 508 مشاهدات 0
الراي
أصبوحة - ما هي الضمانات الإيرانية؟
وليد الرجيب
هل توافق دول مجلس التعاون على رغبة إيران، في إنهاء الخلافات وفتح صفحة جديدة؟ فمن الواضح أن من مصلحة دول الخليج ومصلحة شعوبها وكذلك مصلحة الشعب الإيراني، العيش في استقرار وأجواء من السلام الإقليمي، ولكن دول الخليج اعتادت أن تجد نقضاً لمثل تلك المبادرات من مؤسسات إيرانية متطرفة ومغالية في عدائها للشعوب، وما زالت تؤمن بسياسة تصدير الثورة، التي لا يقرها المنطق الدولي.
فتصريحات مستفزة مثل أن بغداد هي عاصمة الإمبراطورية الفارسية، ومثل أن إيران أصبحت تسيطر على أربع دول عربية، هي العراق وسورية ولبنان واليمن، وأن الحوثي هو سيد الجزيرة العربية، لا تطمئن وتكشف أطماعاً إيرانية في دولنا العربية.
وكذلك هل تستطيع إيران وقف التدخل في شؤون دول الخليج الداخلية؟ وعدم تشجيع العناصر الموالية لها في الخليج على أعمال تزعزع الأمن، ومحاولة تصوير بعض أبناء الخليج على أنهم تحت وصايتها ورعايتها، وهو ما يؤجج نار الطائفية في مجتمعاتنا.
ومن جانب آخر، هل يمكن لدول الخليج لجم الأصوات المضادة التي استخدمت وسائل الإعلام للهجوم على خصومها والتي تشجع الجماعات التكفيرية؟ وهو ما يخدم في النهاية المخططات الصهيونية.
ولا يخفى على المتابع أن المتغيرات المتلاحقة في الشرق الأوسط، والتي تعتبر متغيرات مفاجئة، مثل سحب روسيا الجزء الرئيسي لقواتها من سورية، والمبادرة الإيرانية لإنهاء الخلافات مع دول الخليج، هي أجزاء من اللعبة الكبيرة بين الكبار أميركا وروسيا.
إذ تشير بعض الدوائر السياسية، أن هناك تسويات واتفاقات بين روسيا والولايات المتحدة، تتمثل في سحب روسيا لقواتها من سورية، على أن تقوم أميركا بجهود للتقارب السعودي ـ الإيراني، بل إن من ضمن الصفقة رفع العقوبات عن روسيا، وارتفاع أسعار النفط هذا العام، حيث يرجح المحللون أن سعر البرميل سيصل إلى أكثر من خمسين دولاراً.
إن إنهاء الخلافات بين إيران ودول الخليج بناء على ضمانات إيرانية، من شأنه أن يعزز الاستقرار في المنطقة، وينزع فتيل أزمة الثقة بينها، التي تؤججها التصريحات الاستفزازية، والخطاب المتعالي المليء بالتهديد، لكن ذلك لا يتحقق بسهولة طالما هناك أصوات متشددة تشكك بجدوى هذه المبادرة، وتزرع الكراهية الطائفية بين مكونات المجتمع.
تعليقات