خيار 'الصوت الواحد' استراتيجي بالنسبة للحكومة.. كما يرى ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 500 مشاهدات 0


النهار

خارج التغطية  -  صوت واحد

ناصر المطيري

 

في هذه السنة الأخيرة من الفصل التشريعي لمجلس الأمة تناقش اللجنة التشريعية موضوع تعديل النظام الانتخابي واستبدال نظام الصوت الواحد بصوتين حسب ماهو مطروح، ولقد جاء الرد الحكومي رافضا هذا المقترح، باعتقادنا أن طرح مسألة تعديل نظام الصوت الواحد لانتخاب أعضاء مجلس الأمة ليست سوى «رفع عتب» من جانب مجلس الأمة الحالي، فالقناعة الشخصية الحقيقية للنواب غير متوفرة في تغيير النظام الانتخابي الذي له الفضل في جلوسهم على المقاعد الخضراء، ولو التزمت الحكومة الحياد ولم تعلن الرفض وتم التصويت داخل المجلس على تطبيق نظام الصوتين بدلا من الصوت الواحد لسقط الاقتراح بإرادة نيابية ساحقة. علينا أن ندرك أن خيار نظام الصوت الواحد بالنسبة للحكومة هو خيار استراتيجي وليس مجرد ردة فعل عابرة، هذا الخيار الاستراتيجي وإن كان لم يحظ بقبول كثير من المواطنين والقوى السياسية في بادئ الأمر، إلا أنه سوف يبقى خيار الحكومة الوحيد الذي لا رجعة عنه. كيف للحكومة أن تتراجع عن تطبيق نظام الصوت الواحد وهو النظام الذي ترتب على تطبيقه الكثير من الصراع السياسي في الساحة الكويتية وأشعل الشارع الكويتي قبل ثلاث سنوات واستخدمت الحكومة كل وسائلها الأمنية والاعلامية في سبيل الدفاع عن هذا النظام الانتخابي، في حين اعتبره المعارضون تجاوزا على الدستور، ثم أنه ليس هناك ما يجبر الحكومة على العودة عن نظام الصوت الواحد لاسيما بعد أن تلاشى أثر المقاطعة الانتخابية واعلن العديد من المقاطعين عزمهم على المشاركة في الانتخابات القادمة. وسوف يبقى نظام الصوت الواحد مطبقا على الرغم من السلبيات السياسية والاجتماعية الناتجة عنه فهو نظام زاد من التقسيم الاجتماعي لفئات المجتمع وحصر الاختيار الانتخابي في دوائر اجتماعية ضيقة، وأصبح الصوت الانتخابي محصورا في اطار القبيلة وتقسيماتها الداخلية واطار العائلة فقط، وغاب التمثيل الفعلي للقوى السياسية، ولكنه أفرز مجلسا مريحا للحكومة ، يؤدي دورا رقابيا ضعيف التأثير، ودورا تشريعيا لا يحمل الكثير من التغيير، لذلك سيبقى نظاما مطبقا للمجلس القادم وربما أبعد فهو خيار الحكومة الاستراتيجي ولن تحيد عنه.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك