الخدمات الصحية بالكويت باتت لا تتعدى مستوى الجيد.. كما يرى جاسم كمال

زاوية الكتاب

كتب 863 مشاهدات 0


النهار

خذ وخل  -  العلاج بـ 75 ديناراً أفأ

جاسم محمد كمال

 

الصحة نعمة من الله لا يعرف فضلها كثير من الناس فقد قال أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (ع) «نعمتان مجهولتان الصحة والأمان» وكلنا يعي أهمية العلاج والتطبيب ونعرف أيضا كيف كان مستوى الخدمات الصحية بالكويت بالماضي حيث كانت تعد من الأفضل بالمنطقة وكيف هي اليوم حيث تبدلت الحال وباتت لا تتعدى مستوى الجيد والعيب ليس بعدم توافر الكوادر الكويتية الطبية أو قلة بالأجهزة بل هو التسيب وعدم محاسبة المخطئ بصورة فعلية وجلب العمالة الطبية رخيصة التكلفة على الدولة، والتردي وسوء الخدمة طال القطاع الصحي كما هي الحال بباقي قطاعات البلاد لكوننا عشنا بحلم الإصلاح وما ميش إصلاح واليوم نطرب على معزوفة التنمية الموعودة ويا خوفي تتحول معزوفة التنمية إلى لحن الخلود.
ومع كل مشاكل التطبيب بالبلاد والتشخيص الخطأ والوفاة بسبب العلاج الخطأ تخرج علينا وزارة الصحة لتبشر أهل الكويت أن تصميم مستشفى الولادة يعد من أجمل التصاميم بالعالم وهنا أقول يا فرحتي بالمبنى الجميل مع العلم أني كمواطن لست بحاجة لمبنى صمم بشكل جميل بقدر ما أني بحاجة لتشخيص طبي ممتاز وعلاج ممتاز وعناية طبية ممتازة، واليوم راح نشوف العلاج بالخارج الذي كان ولا يزال حديث أهل الكويت كافة لكون المريض الحقيقي لا يرسل للعلاج بالخارج والمتمارض يرسل ويصرف عليه لكونه يملك فيتامين (و) وهو أقوى من أي تقرير طبي، واليوم وبعد اعتماد وزارة الصحة العامة اللائحة الجديدة للعلاج بالخارج وتحديد مبلغ 75 دينارا للمريض فقط مع تذكرة سفر للمريض ولمرافق واحد فقط على الدرجة السياحية، والسؤال هنا الـ 75 دينارا التي تساوي 249 دولارا أميركيا و180 جنيها إسترلينيا و230 يورو تكفي لماذا لسكن؟ أو لمعيشة؟ أو لتنقلات؟ طبعا تخصيص هذا المبلغ جاء من أجل الترشيد الموعود لأن النفط نزل سعره، وأن كانت هذه اللائحة الجديدة سوف تحد من غير المستحقين للعلاج بالخارج بسبب قلة المصروف اليومي الذي كان بالسابق 100 دينار للمريض ومرافقة وخفضت لـ 75 دينارا للمريض ومرافقة حتى وصلت الحال بنا اليوم مع التقشف والترشيد لـ 75 دينارا للمريض فقط، والسؤال لماذا لم يحاسب أعضاء اللجنة العليا بالعلاج بالخارج التي توافق للتقارير المرفوضة من لجان المستشفيات؟ طبعا ما في رد كما هي العادة، والسؤال الذي يفرض نفسه هنا بإلحاح هل تقدر وزارة الصحة الموقر وأعضاء اللجان الطبية بالمستشفيات وأعضاء اللجنة العليا الوقوف بوجه طلبات ووسائط نواب الأمة الكرام؟ وكلنا ككويتيين نعلم علم اليقين أن 90 في المئة وأكثر من المبعوثين للعلاج بالخارج حالتهم الصحية لا تستحق الإرسال بس من طرف النائب فلان أو المتنفذ علان، ومن يقرأ اللائحة الجديدة يعرف جيدا إن وزارة الصحة ما ترغب بإرسال أحد للعلاج بالخارج إلا من كتبه الله له السفر والموت بالخارج بسبب تردي حالة الصحية واللائحة الجديدة كلها لاءات لا تعتبر ومرافق واحد دون مخصصات ولا يجوز رفع الدرجة الطيران وما في إرسال للعلاج الطبيعي والوزارة ما تتحمل نفقة علاج للمرضى إن عولجوا على نفقتهم ومرة واحدة فقط تتظلم امام اللجنة العليا وما يحق له إلا بعد ثلاثة أشهر باللجنة التخصصية في المستشفى، وبعد كل ما جاء بهذه اللائحة ما عاد لنا كمواطنين كويتيين من فئة الغالبية الصامتة إلى المثل الكويتي الذي يقول (غصيت فيك يا ماي، شدفعك في؟ ) .
وبالختام نقول للمسؤولين في وزارة الصحة الموقر هل شاهدتم الطوارئ بالمستشفيات الكويت مساء؟ وكم عدد الوفيات بسبب التشخيص الخطأ والعلاج الخطأ؟ وهل الجهاز الطبي كامل وزائد عن المطلوب؟ أذا لماذا الخفارة دكتور واحد؟ وكان من المفروض قبل أن تصدروا لائحة جديدة للعلاج بالخارج أن تعلنوا وبشكل فعلي أن المستشفيات والمراكز الصحية تقدر على استقبال أي حالة مرضية وان تم أنشاء مستشفى خاص بالوافدين حتى تكون باقي المستشفيات بالكويت للكويتيين وبعد كل هذا يمكن الحديث عن اللائحة الجديدة للعلاج بالخارج والـ 75 دينارا للمريض فقط واليوم الـ 75 دينارا قيمة وجبة غداء أو عشاء لثلاثة أشخاص فقط بأحد المطاعم المنتشرة بدولة الكويت، والحين ما عاد لنا إلا أن نقول اللهم أحمِ الكويت وأميرها وشعبها من كل شر وحسد حاسد، ولا يصح إلا الصحيح . 
سؤال بريء : نقدر كمواطنين بسطاء أن نعرف عدد المعاملات التي تم تمريرها للنواب للعلاج بالخارج منذ 3 سنوات مضت؟ الجواب اقرص أذنك يا مواطن عشان تركد؟.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك