الكويت بحاجة لمضمون الكتابة عكس التيار.. بوجهة نظر تركي العازمي
زاوية الكتابكتب مارس 14, 2016, 11:32 م 517 مشاهدات 0
الراي
وجع الحروف - الكتابة.. 'عكس التيار'!
د. تركي العازمي
سواء كنت تحمل فكرا مستنيرا أو فكرا مأجورا أو فكرا «مع الخيل يا شقرا ـ قص ولزق»... أنت في نهاية المطاف معرض لردة فعل تختلف عن طريقة تفكيرك والمحيط الذي أثّر في معنوياتك.
وليس بالضرورة أن تجد من يقرأ لك، المهم أن يقرأ لك، إن كنت صاحب فكر مستنير٬ كل فرد محترم يقدر رسالة الكتابة السامية الداعية الى الأصلاح.
لا أستسيغ النماذج الآخرى من الكتابة، فهي من وجهة نظري ساقطة فكريا لأنها تلهث وراء مصلحة أو عوامل جينية أو متأثرة بالكيمياء الشخصية ومستوى الارتياح تجاه فرد٬ قيادي٬ مؤسسة٬ كتلة... وسياق البحث فيها لا يقدم للوطن أي إضافة.
كتبت ناصحا أحد القياديين من مغبة تجاهل تجاوزا على المال العام... ولم يرد ؟
كتبت مستعرضا «النموذج الكويتي المفقود» ومعاييره... ولم يقرأ ما كتب إلا قلة من الأحبة، ووردتنا ردودهم الطيبة بينما المعنيين بالأمر لا حس لهم؟
هل المسألة مرتبطة باسم الكاتب، أم ان هناك من لا يتابع ما يكتب من رسائل فيها النصيحة/المبادرات الإصلاحية، والموجهة لأصحاب القرار، وبالتالي لا تصل اليهم وأصبحوا مغيبين عما يدور في كل بيت؟
الكتابة... «عكس التيار» هي أشبه باستشارة مجانية يبدو انها غير مقبولة أو ان المعضلة في البعض الذين يوقفون كالسد الحاجز بين أصحاب الفكر المستنير وصناع القرار.
الذي نريده بالضبط لا يقبل المساومة... إننا نبحث عن الإصلاح عبر توجيه النصيحة وهو نهج محمود لا يراد منه سوى رفع شأن البلد والعباد وفق مسطرة اخلاقية أعلم علم اليقين ان الزمان الحالي ليس بزمانها!
الكتابة... «عكس التيار» تصبح مقبولة أحيانا، وخير مثال هنا ان البعض من «الطبقة المسموع كل همسة تصدر منها» أخذ ينادي ببعض الإصلاحات التي ذكرناها منذ سنوات عدة، ما يؤكد ما قصدناه في مقدمة هذا المقال.
إن كانوا يتحدثون عن مكافحة الفساد بطريقتهم ويطبقونه على «مشتهاهم» فهذا أمر يعود اليهم، لكن الواقع يؤكد ان الحديث الذي لا يتبعه فعل، فلا فائدة مرجوة منه.
الشاهد اننا وجهنا رسائل ونصائح ولم يعمل بها... والهدف المرجو من رسالة «الكتابة» ثابت لا يتغير وإن تغير الزمان ورجاله.
المراد، ان تشكيل اللجان لا يعالج القضايا محل النقاش٬ والتصريحات المتناقضة لبعض المسؤولين تشير الى وجود خلل وحلقة مفقودة في منظومة صناعة القرار من الجانب المعنوي.
لماذ الجانب المعنوي تحديدا؟
العلم أثبت ان صانع القرار قبل اتخاذه القرار فهو يمر بحالة «التسببية المعنوية» حيث تحليله لمضمون ما يعرض عليه يتأثر بثقافته (قيم ومعتقدات)، فإن كانت تختلف عن السياق السليم المعمول به يأتي قراره غير أخلاقي، وقد تطرقنا لهذا الموضوع في شكل تفصيلي في مقالات سابقة.
لذلك٬ إن ما يكتب كـ «عكس للتيار» هو في الواقع ما نبحث عنه والكويت بحاجة لمضمونه وتطبيقه بات مطلبا ملحا للخروج من أزمة القرارات التي لا تنسجم مع ثقافة السواد الأعظم الصالحة من مواطني الكويت الأفاضل... فهل نغير البعض لتصل الرسالة لأصحاب القرار لترتاح العباد والبلاد؟ أتمنى ذلك والله خير حافظا والله المستعان.
تعليقات