سياسة إيران تجاه منطقة الخليج باعتقاد سلطان الخلف لن تتغير
زاوية الكتابكتب مارس 3, 2016, 11:32 م 409 مشاهدات 0
الأنباء
فكرة - في ذكرى الاستقلال والتحرير
سلطان الخلف
يتدفق سيل الذكريات عندما تمر بنا ذكرى الاستقلال كمحطة فارقة في تاريخ بلدنا الكويت حيث تحولت من إمارة معزولة عن العالم تعيش بإمكاناتها التقليدية البسيطة إلى دولة مؤسسات حديثة معترف بها دوليا وعضو فاعل في الأمم المتحدة تتمتع بالسيادة والاستقلال ويرفرف علمها الجديد جنبا إلى جنب مع باقي الدول الأعضاء.
وكانت فرحة عظيمة لكل أبناء الكويت ورجالاتها لأنها تشكل ضمانا دوليا ضد الطامعين بأرضنا منذ زمن الملكية في العراق إلى زمن الثورات القمعية الفاشلة.
وكما فشلت مطالبة الرئيس العراقي عبدالكريم قاسم بضم الكويت وانتهى به المطاف إلى إعدامه بعد الانقلاب الذي أطاح به، فقد فشلت كذلك محاولة صدام في الاحتفاظ بالكويت بعد احتلالها وانتهى به المطاف إلى هزيمته في حرب التحرير من قبل القوات الدولية وإعدامه على أيدي العراقيين بعد الغزو الأميركي ـ البريطاني للعراق.
كانت ذكرى الاحتلال أليمة لأنها جسدت واقعا لم نتوقع أن نمر فيه بعد الاستقلال، وصرنا تحت احتلال عسكري غاشم فاق الاحتلال السوفييتي لتشيكوسلوفاكيا الذي كان هدفه فرض سلطة موالية للسوفييت مع الإبقاء على الدولة، في حين كان الاحتلال الصدامي يهدف إلى القضاء على الكويت كدولة مستقلة ومسحها من الخارطة الجغرافية لتكون جزءا من العراق.
كما لم تشهد تشيكوسلوفاكيا خلال الاحتلال عمليات نهب وسلب من قبل العسكر السوفييتين كالذي شهدته الكويت على أيدي العساكر الصدامية الذين استباحوا الممتلكات العامة والخاصة والرسمية من خلال عمليات السطو الممنهج.
وما زلنا نتذكر المواقف المؤيدة للغزو الصدامي من بعض الحكومات العربية وعلى رأسها حكومة المخلوع علي عبدالله صالح رغم كل المساعدات التي قدمتها الكويت في دعم اقتصاد اليمن وتوفير كافة الخدمات له، كما لم ننس مواقف عدد لا يستهان به من المثقفين والإعلاميين المعروفين كحسنين هيكل ممن تنازل عن مبادئه وتحول من موقف الضد لمطالبات قاسم بالكويت إلى موقف التأييد للغزو الصدامي، بل وصل الأمر ببعض الشعوب التي كانت تتمتع بدعم كويتي سخي إلى الشعور بالحسرة والأسى على طرد الجيش الصدامي مهزوما من الكويت رغم ما سببه هذا الاحتلال من تداعيات مدمرة لاقتصادها القائم أساسا على المساعدات الخارجية.
ومع أننا تجاوزنا مرحلة الاحتلال وعادت بلادنا تتمتع بكامل سيادتها كما كانت بعد الاستقلال، إلا أن أجواء المنطقة لاتزال مليئة بمعكرات الأمن والتي مصدرها هذه المرة النظام الإيراني عبر وكلائه الطائفيين المعتمدين لديه أو الأنظمة التي تدور في فلكه، وهي سياسة إيرانية بديلة عن الاستخدام المباشر للقوة العسكرية بعد درس تحرير الكويت.
وما يدعونا إلى التفاؤل والإحساس بالأمن هو ما نلمسه من بوادر الاعتماد على الذات في التعبئة الأمنية والعسكرية لدول مجلسنا التعاوني في مواجهة النوايا الإيرانية الخبيثة ضد شعوب الخليج، وهي الرسالة الوحيدة التي يمكن أن يفهمها هذا النظام بعد طول انتظار من الصبر والسكوت على مغامراته العبثية.
****
لن تتغير سياسة إيران في الداخل أو الخارج وبالأحرى تجاه منطقة الخليج بعد أن حقق الإصلاحيون مكاسب كبيرة في الانتخابات البرلمانية ومجلس الخبراء لأن مقاليد السلطة بيد الولي الفقيه الذي تتجاوز صلاحيته صلاحيات الرئيس والبرلمان، كما أن هزيمة المحافظين في الانتخابات يعوضها الحرس الثوري المتطرف المقرب من الولي الفقيه.
****
تصنيف مجلس التعاون لما يسمى بحزب الله على أنه منظمة إرهابية يعني باختصار على أنه لا يختلف عن «داعش» وبالتالي ملاحقة كل من ينتمي إليه على أنه عنصر تهديد لأمن وسلامة المجتمع الخليجي.
تعليقات