مسار التنمية مقرون بالأمان.. بوجهة نظر فيصل الشريفي

زاوية الكتاب

كتب 340 مشاهدات 0


الجريدة

إلى سمو رئيس الوزراء مع التقدير

أ.د فيصل الشريفي

 

إن إعادة تعيين المهندس أحمد الجسار لوزارة الكهرباء والماء بعد حكم محكمة التمييز لهو محل تقدير وتأكيد بأن سموكم لا يرضى بالظلم لأبنائه آملين من سموكم النظر في الحالات المماثلة التي سلب حقها نتيجة الصراعات والترضيات السياسية.
هذا القرار قد أعاد الأمل في نفوس الكثيرين، وبحكم وجودكم على هرم الجهاز التنفيذي والإداري للحكومة ورغم معرفتنا بمشاغل سموكم فإننا نؤمن بأنها لن تقف عائقاً في متابعة ومعالجة الشكاوى التي يتعرض لها أبناؤك المواطنون.
المرحلة القادمة قد تتطلب من سموكم ومن السادة الوزراء التواصل المباشر مع الشارع الكويتي، خصوصا بعد إعلانكم خطة ترشيد وتوجيه الإنفاق التي تتطلب معرفة دور المواطن والحكومة بالوقوف على مواقع الهدر وضمان التفاعل الإيجابي لا سيما أن الحديث ما زال بعيدا عن آلية تعزيز تنوع مصادر الدخل.
سمو الرئيس إن الرسائل التي يطلقها بعض المسؤولين لا تبعث على الارتياح لجهة متانة الدولة الاقتصادية وقدرتها على مواجهة أزمة انخفاض أسعار النفط وإيجاد البدائل غير النفطية، رغم أن الأزمة النفطية لا تخص الكويت وحدها، كما أن جميع الدراسات الاقتصادية تشير إلى قدرة الكويت على التعافي، وذلك لعدة اعتبارات، وفي مقدمتها الوفرة المالية للسنوات الماضية التي يفترض أن تكون دافعاً للمزيد من الاستثمارات الآمنة.
لقد استطاعت الكثير من الدول تجاوز الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالعالم، ومنها دبي التي استطاعت النهوض منها في سنوات قليلة، بل تجاوزت مقدراتها المالية ما كانت عليه قبل الأزمة، واستطاعت في سنوات قليلة تغيير مسار اقتصادها بعيدا عن النفط الذي أصبح ثانويا من إجمالي الميزانية.
إن مسار التنمية مقرون بالأمان، وهو مسؤولية مجتمعية يشترك فيها المواطن مع الجهات التنفيذية في الدولة، وما جريمة دهس العسكريين واستشهاد وإصابة بعضهم إلا دليل على تمكن الإرهاب وقدرته على تنفيذ أجندته بين المجتمعات الآمنة.
مؤشر ازدياد الجرائم الإرهابية في تزايد في عموم العواصم العربية، وهو بمثابة رسالة من تنظيم دولة الخلافة الداعشية في قدرته على نقل دائرة الحرب إلى أكبر عدد من الدول، بعد أن بدأت ملامح فشل مخططه في إنشاء دولته في العراق وسورية تظهر.
الخطورة التي يمثلها الإرهاب تستوجب توسيع دائرة المواجهة وتعاونا عربيا إقليميا، وتوجيها للخطاب الديني والإعلامي، والعمل على كشف زيف ادعاء هذا الفكر وبطلانه، وأن تتبع الأجهزة الأمنية النظرية الاستباقية في كشف الجريمة.
ودمتم سالمين.

الجريدة

تعليقات

اكتب تعليقك