مجلس الأمة وراء ما حدث في الكويت من تراجع على جميع المستويات.. كما يرى صالح الشايجي

زاوية الكتاب

كتب 804 مشاهدات 0


الأنباء

بلا قناع  -  بفعل فاعل

صالح الشايجي

 

حينما تشتري بضاعة ويتبيّن لك فسادها أو عدم صلاحيتها، أو تشتري ملابس على غير قياسك سعةً أو ضيقا، فبإمكانك إرجاعها الى المتجر الذي اشتريته منها وأخذ أخرى صالحة أو مناسبة.

أي انّ أفعالا نقوم بها تكون أفعالا رجعية وبإمكاننا التراجع عنها بما يحقق فائدتنا ومصلحتنا.

ولكنّ هناك أفعالا معاكسة تماما لا رجعة فيها ولا عودة إلى الوراء وليس بالإمكان التراجع عنها. فهي مثل إطلاق الرصاصة من السلاح الناري، فبمجرد ضغطك على الزناد، لم يعد بإمكانك التراجع وإعادة الرصاصة الى مخدعها الذي غادرته للتو.

ما حدث في الكويت من تراجع على جميع المستويات وفي مختلف القيم الإنسانية، هو بفعل فاعل، وما هذا الفاعل سوى مجلس الأمة، وحينما نقول مجلس الأمة فإن الحكومة مشمولة فيه، لأننا نعلم أن الحكومة ـ ممثلة بوزرائها ـ هي عضو أو مجموعة أعضاء في مجلس الأمة.

أنا أتحدّث عن المؤسسة الدستورية منذ إنشائها وحتى يومنا هذا شاملة جميع مجالس الأمة التي مرت بتاريخ البلاد منذ عام 1963.

أعضاء مجلس الأمة لم ينتخبوا أنفسهم، ولكن الناس هم الذين انتخبوهم، وبالتالي فإن الناس هم المسؤولون عن هذا التراجع والفساد وسوء المنقلب مما تعيش به البلاد.

اختيارك للنائب هو فعل غير رجعي، أنت أطلقت الرصاصة ولم يعد بإمكانك إعادتها الى بطن البندقية، أنت لم تشتر بضاعة بإمكانك إرجاعها أو تغييرها.

الواقع سبق الناس، وحسن النية ليس دائما أمرا محمودا.

ما كان يجب أن يُدعى الكويتيون الى انتخابات في فجر استقلالهم، حيث أغلبهم غير مهيّئين سياسيا، وعلى غير دراية بالمسالك السياسية والانتخابية، فراحوا ينتخبون من باب «الفزعة» والحمية، لا من باب الايدلوجيا وتقييم شخصية المرشح، خالية أذهانهم من فهم معنى البرلمان وظانّين أنهم يساعدون من انتخبوهم مساعدة شخصية، وليسوا مدركين ماهية العمل البرلماني وأن من انتخبوهم سيسيرون البلاد ويتحكمون بمقاليدها.

إن من أخطر الأمور أن يكون مصير البلاد في أيدي أناس بسطاء حسني النية ومن غير خلفية سياسية ولا ثقافية، تهيئهم لذلك الدور، لأن نتائج ذلك ستكون كارثية، وقد كان!

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك