الكويتي بحاجة إلى الخروج من 'التحلطم الاجتماعي'!.. هذا ما يراه تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 507 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  /  سمو الأمير.. والأنماط السلوكية!

د. تركي العازمي

 

خلال إلقائه بيان الكويت أمام القمة العالمية لاعتماد جدول أعمال التنمية لما بعد 2015 بمقر الأمم المتحدة في نيويورك يوم السبت الماضي عبر سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه عن الفخر بأن «الكويت رغم أنها دولة نامية٬ فقد تبوأت المرتبة الأولى في تقديم المساعدات الإنسانية لعام 2014...».

و«أن التنمية المستدامة المستهدفة تواجه تحديات كبيرة بسبب الأنماط السلوكية للإنسان على مر العصور إضافة إلى أثار الكوارث الطبيعية وارتفاع درجة حرارة الأرض».

وأنا كمواطن كويتي أتحدث في هذا المقال وبكل فخر عن هذا الإنجاز لأننا بطبيعتنا مطالبون بمساعدة المحتاجين ومد يد العون لكل بلد يتعرض لكارثة طبيعية.

وهذا النهج الإنساني الذي تميز به سمو الأمير يعكس الجانب الإنساني لدولة صغيرة في مساحتها كبيرة في عطائها، وهذا التوجه الطيب نراه منذ عقود واضحا عبر سيل كبير من تبرعات المواطنين الكويتيين في شتى بقاع الأرض المختلفة من خلال اللجان الإنسانية والأفراد.

أما بخصوص التحديات التي تواجه التنمية المستدامة بسبب الأنماط السلوكية٬ فنحن نرى بأن المجتمع الدولي يفترض منه تحديد مسببات آثار الكوارث الطبيعية والعوامل التي أدت إلى ارتفاع درجة الحرارة.

أعتقد بأن المراكز البحثية مطالبة بالدعم كي تقوم بالدراسات المطلوبة والخروج بتوصيات يتم رفعها إلى الأمم المتحدة لتقوم بفرض حوكمة دولية تقي الشعوب والدول من آثار الكوارث الطبيعية والحد من ارتفاع درجة الحرارة.

وعلى الرغم من أن هناك الكثير من الأبحاث فقد تطرقت لظاهرة ارتفاع درجة الحرارة إزاء ما ينبعث من المصانع العالمية في مختلف بقاع الأرض والكويت من ضمنها غازات كبريتية وغيرها من المركبات الكيميائية والتي تبثها في الجو إلا أن الإجراءات تجاهها مازالت لا ترقى إلى الطموح.

تبوء الكويت المرتبة الأولى يعني الكثير لنا، ويعتبر مصدر فخر وهو جزء من المسؤولية الاجتماعية الدولية التي نجحت الكويت في تنفيذ استراتيجيتها عبر مساعدات لم تقف تدفقاتها مع حث المجتمع الدولي للعمل على إزالة التحديات التي تواجه التنمية المستدامة.

على المستوى المحلي في الكويت أعتقد بأن الإنسان الكويتي بحاجة إلى الخروج من حالة «التحلطم الاجتماعي» إلى مستوى فاعل في تشكيل المبادرات الخاصة بكل معضلة يواجهها المجتمع الكويتي لبلوغ التنمية المستدامة، وهذه المسؤولية الاجتماعية المحلية بحاجة إلى مراجعة كي نتجاوز الأنماط السلوكية التي تمثل تحدياً لنا لبلوغ أهداف التنمية المستدامة التي يتطلع لها المواطن البسيط سواء على مستوى الخدمات أو غيرها من الجوانب، وهذه الأنماط السلوكية السلبية قد تكون فردية أو جماعية وبحاجة إلى وقفة جادة لمعالجتها على الفور.

وبغض النظر عن هيئة النمط السلوكي٬ تبقى المسؤولية الاجتماعية الفعالة مطلوبة بشكل عاجل كي ننعم بحياة أفضل.

الحاصل... ها نحن ومن خلال كلمة سمو الأمير ولي الأمر التي ألقاها يوم السبت قد أثبتنا للعالم بأننا نهدف كدولة لبلوغ غايات التنمية المستدامة الطيبة٬ وعليه فنحن مطالبون بأن نقف صفاً واحداً لتحويل مجتمعنا إلى دولة تستطيع من خلال الكفاءات أن تصبح في مصاف الدول المتطورة من دون أي «تحلطم»... فقد حان وقت العمل الجاد والله المستعان!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك