عن إذاعات الغناء، يكتب د. أحمد عبدالملك

زاوية الكتاب

كتب 464 مشاهدات 0



جرّبت بعض دول الخليج بث محطات الـ F.M للغناء، ولقد حققت بعض هذه المحطات نجاحاً ملحوظاً، نظراً لحسن تنسيق الأغاني فيها، ومتابعتها للجديد، بل وقيام بعضها في تسجيل أغانٍ حصرية لها لكبار الفنانين.
ولقد أثرى هذا التوجه الساحة الفنية وحقق مساحة معقولة لمتذوقي الأغاني بكافة اتجاهاتها وأصولها.
ثم جاءت حقبة أخرى بتخصص بعض هذه المحطات في الأغاني القديمة(الطربية)، العربية منها والخليجية، وأيضاً راعت هذه المحطات أذواق المستمعين بكافة مناطقهم وثقافاتهم، ما أدى إلى سحب البساط من أرجل المحطات الإذاعية العامة، التي أصبح الجمهور يتابعها للأخبار المحلية في الأغلب.
الإشكالية الجديدة التي وقعت فيها بعض هذه المحطات الخليجية أنها بدأت تتحول إلى محطات عامة !. حيث دخلتها البرامج، وصار أن تدافع 'السماسرة' عليها، وطوّقها بعض الإعلاميين الذين أنهيت خدماتهم من المحطات الرسمية، فوجدوا ضالتهم في هذه المحطات التي ليس بها كفاءات كافية، فبدأوا بإعداد برامج وتقديمات مسجوعة لا تناسب الزمن، ولا تناسب الأذواق، طمعاً في المردود المادي، علماً بأن بعض أشباه تلك البرامج قد قدَّمها هؤلاء 'السماسرة' في المحطات العامة التي كانوا يعملون فيها.
كان بودي لو ظلت هذه المحطات التي أثبتت نجاحاً فقط للأغاني، مع جمال تنسيقها، مثل اعتماد فترة للصوت الخليجي، وفترة للسماع (السَلطنة)، وفترة للفيروزيات، وفترة للغناء القديم، وفترة لأغنيات القصائد .. إلخ. لأن وجود البرامج- خصوصاً إن كان المقدمون قد ملَّهم الجمهور لأكثر من عشرين عاماً - يشوهُ هوية المحطات ، ويجعلها تضيع ضمن مئات المحطات التي تملآ الأفق. لا بأس من وجود برنامج أثبت نجاحاً مثل برنامج (طربيات) من صوت الخليج، لأنه يُعَد ويُقدم بطريقة راقية، كما يمتلك مُعِداهُ ومُقدِّماهُ (الفنان إبراهيم حبيب وعبدالسلام جاد الله (بوأحمد) موهبة وخفة دم وعمق في طرح الأفكار والمعلومات، ما يجعله ناجحاً، مقارنة ببرامج 'الثرثرة' التي نسمعها من وقت لآخر بواسطة مقدمين لا يمتلكون الخلفية الثقافية ولا لباقة التقديم ولا حُسن التصرف ولا رجاحة العقل أمام المايكروفون.
نُشيد بالتنسيق والذوق الراقي في العديد من هذه المحطات، وعدالة توزيع الوقت على الأغاني العربية من طنجة إلى مسقط. وبودنا أن يستمر هذا التنسيق الراقي، ولكن نأمل أن يتم ذلك بدون برامج 'الثرثرة' التي تشوِّش الاستماع، وتجعل المستمع يُغيّر مؤشر المحطة، لأن معظم تلك 'الثرثرات' مكررة ولا تأتي بجديد.
ويبقى هذا مجرد رأي.

د. أحمد عبدالملك

الآن - جريدة الشرق القطرية

تعليقات

اكتب تعليقك