مؤامرة جديدة ضد الشعب السوري!.. بقلم وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 609 مشاهدات 0


الراي

نسمات  /  قسماً بالله.. إنهم يتآمرون علينا!

د. وائل الحساوي

 

قررت هذا العام شراء الأضحية وذبحها في البيت بعد أن كنت أدفع ثمنها للجان الخيرية، وذلك بعد أن سمعت فتوى لفضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله يبين فضائل ذبح الأضحية في مكان الإقامة وتوزيع اللحم على المحتاجين والأكل منها.

والحقيقة بأنها كانت تجربة ممتعة بالرغم من صعوبة الحصول على «القصاب»، وقد ذهبت الى أحد الأماكن التي حددتها البلدية كمسالخ في العاصمة، فرأيت بأنه من المستحيل أن استكمل الذبح عندهم، فطوابير الناس التي تنتظر في حالة فوضوية، والسيارات المتكدسة أمام خيمة صغيرة، وهذه هي مشكلة حكومتنا عندما تبدأ بعمل مفيد، فإنها لا تحسن التخطيط له، فثلاثة أماكن لسكان العاصمة قليل جدا، كما أن سوء التنظيم يضطر الناس الى الهروب والبحث عن البدائل!!

المهم انها كانت فرصة نادرة لتجميع الاحفاد ليشاهدوا منظر الذبح وتصويره بجهاز «الآيباد»، فلم يسبق لهم مشاهدة منظر الدماء تسيل من الخروف أو سلخه وتقطيعه، وقد أبدى أحد الاحفاد امتعاضه من ذلك المنظر وتعهد بألا يأكل اللحم بعد اليوم لحزنه على الخروف، لكن البقية تقبلوا الوضع بسهولة ويسر!

في اعتقادي أن نظام بشار الاسد كما هي الانظمة الارهابية الاخرى مثل «داعش» و«القاعدة» وغيرها تستخدم نفس الطريقة التي استخدمتها في ترويض النفوس وكسر شوكة المعارضة، وتعويد العالم على قبول منظر الذبح والدماء والبراميل المتفجرة التي يمارسها الارهابيون في سورية، ويبدو بأن هذا المسلسل القبيح لعدة أعوام قد نجح في اقناع العالم بأنه واقع لابد من القبول به والتعامل معه، وهذا ما شاهدناه أخيرا من تصريحات للقادة الغربيين الذين طالبوا بضرورة اشراك بشار الاسد في أي حل سلمي في سورية، وبضرورة مشاركة ايران في أي تسوية للمشكلة السورية.

وكالعادة فقد صرح وزير الخارجية الأميركية جون كيري بتشجيعه لتلك الخطوة وبأنه سيعلن عن مبادرة جديدة الاسبوع المقبل لإنقاذ سورية من خلال مشاركة جميع الاطراف المذكورة، وللمهزلة فإنهم جميعا يبررون تلك المؤامرة بأنها من أجل التصدي لـ «داعش»... قبحهم الله!

ويبرر الأميركان موقفهم بأنه مشابه لما فعلوه في البوسنة عام 95 حيث أوقفوا الهجوم الصربي على المسلمين، وهذا محض افتراء، فقد تحركوا بعد أن رجحت كفة المسلمين وحققوا الانتصارات على الصرب والكروات!

أنا على استعداد لدفع عشرة آلاف دينار لمن يستطيع اقناعي بإمكانية بقاء الاسد في الحكم كجزء من حكومة انتقالية كما يقترح هؤلاء! فهل يمكن تشكيل حكومة جديدة تضم الاسد وجيش الفتح والجيش الحر، وهل يرضى الشعب السوري بأن يشارك في حكمه من قتل اكثر من 300 الف من ابنائه وملأ السجون بالابرياء؟! وهل يرضى تسعة ملايين سوري اخرجوا من ديارهم بغير حق وهدمت بيوتهم على رؤوسهم بالعودة الى سورية؟ بل الاهم من ذلك هو أن بشار الاسد الذي ابدى استعداده لتدمير ما تبقى من سورية من اجل أن يبقى في الحكم، هذا المجرم السفاح لا يمكن أن يتنازل عن شبر من الحكم والهيمنة على رقاب شعبه، حتى ولو اعطي ما يريد من ضمانات وتطمينات!

اذاً فيجب أن نصيح جميعا بصوت واحد: ايها الكبار انتم كاذبون وتخطيطكم ليس إلا مؤامرة جديدة ضد الشعب السوري!

ويجب أن نطالب دول الخليج وتركيا بأخذ زمام المبادرة وسحب البساط من أولئك المجرمين الذين يريدون تمزيق بلداننا وتسليمها لأعدائها من الروس والايرانيين وما شابههم!

لقد خذلكم الاميركان في رفضهم دعم الشعب السوري ضد جلاديه، ثم خذلوكم عندما شكلوا تحالفا من ستين دولة لمحاربة «داعش»، ثم لم يفعلوا اكثر من الكلام المنمق وتركوا العراق نهبا للحشد الشعبي الحاقد ولـ «داعش»، ثم خذلوكم في حل مشكلة اللاجئين السوريين! ثم سافر جميع زعمائنا الخليجيين الى الولايات المتحدة الأميركية ليستمعوا الى كلام فارغ من الرئيس أوباما حول دعمه لقضايانا المصيرية!

ألم يئن الاوان لنعتمد على انفسنا ونتوكل على ربنا ونتحرك قبل أن يداهمنا الخطر الى عقر دارنا؟!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك