عزيزة المفرج: قروض بنك التسليف لخنيفره ماعون وفجله حنتوش طارش وليس لبنات الكويت

زاوية الكتاب

كتب 1502 مشاهدات 0


اللعب على القانون نحن الكويتيات، الوحيدات المعتمدات في الخليج، والوكيلات الحصريات للعلامة التجارية المسماة بـ Taggah Oya ) ) أي (الطقة العوية)، يخامرنا شعور قوي بأن بعض القوانين المفيدة للمواطنات يتم توضيبها وهندستها لخدمة فئة معينة حظها مزدهر وبهيج و(قاعد) لاعتبارات مختلفة، وما ان يؤدي القانون غرضه، وتتم خدمة من عليهن العين، حتى يقفل سمسم أبوابه بالكيلون، ويحذف الكيلون بحر. لا نكتم سرا حين نقول ان المواطنات الكويتيات اللواتي يسكن في بيوت ورثة، أو بالايجار، طرن فرحة وحبورا حين وضع قانون لبنك التسليف والادخار يخدمهن، وشعرن بأن الدولة أخيرا، عطفت عليهن، وقررت ان تعدل بينهن وبين اخوتهن الكويتيين حسب توجهات الدستور الذي ساوى بين الجميع اناثا وذكورا. ذلك القانون يقول انه من الممكن للبنت التي تخطت سن الخامسة والثلاثين ولم تتزوج وتعيش مع أمها، التقدم بطلب قرض يبلغ 40 ألف دينار يمكن بواسطته شراء شقة تؤويها ووالدتها، وتغنيهما عن ذل التطفل الجبري على اخوة وأخوات ربما لا يرغبون بوجودهما معهم. بعد التدقيق والتمحيص والتجريب اتضح أنه ليس كل من هبت ودبت تستحق ذلك القرض، فالقضية فيها قامات ومقامات تقف خلفها واسطات توزن بالأطنان وليس بالكيلوجرامات، وقد وصلتني معلومة عن واحدة منحت هي وعيالها سبعين ألف دينار، عليهم بالعافية واللهم لا حسد. نأتي لصاحبتنا التي ينطبق عليها القانون، ولذلك تذهب متفائلة، وواثقة من الحصول على مبلغ القرض. تعيش صاحبتنا التي لم تتزوج مع والدتها عند شقيق لها بعد أن استدخل أخوها المنزل بعد وفاة والده. (طقطق) الجماعة أزرار كمبيوترهم، وحركوا فأرته، وتفحصوا وتمحصوا وتدارسوا أوراق الطلب وجميع ما ألحق به من مستندات. نظروا بعد ذلك الى الاسم والهيئة فوجدوهما ضاربين في أعماق هذا المجتمع بطريقة تثير الاستفزاز، وبالطبع لم تعجبهم النتيجة فطمغوا الطلب بكلمة مرفوض. ربما لو كان اسم صاحبتنا خنيفرة ماعون، أو فجلة حنتوش طارش لاختلف الوضع كليا، ووصل الشيك للمنزلhome delivery ) ) ولكن متى كانت بنات الكويت مستفيدات من هكذا قوانين، وهل خدمتهن قوانين قبل ذلك حتى يخدمهن هذا القانون؟ (منذ سنوات مضت اطلعت بنفسي على ملف أسماء لنساء خصصت لهن منازل من وزارة الاسكان وكانت أسماء عجيبة، غريبة تقرأها وفورا تتخيل أشكال صاحباتها بينما ترفض طلبات بنات الكويت لأسباب واهية). نعود لفتاتنا التي رفض طلبها لأن المرحوم والدها كان قد أخذ قرض ترميم، ورمم به منزله منذ سنوات طوال، وبالتالي تصر حكومتنا الفقيرة على خصمه من قيمة القرض، ولذلك وعن الحلال والحرام، صفت البنت ووالدتها على أربعة آلاف دينار فقط بعد اجراء ما تيسر من عمليات جمع وطرح وقسمة. طبعا لا أحد ينكر أن تلك الأربعة آلاف تصلح لشراء دورة مياه ببانيو ومغسلة محترمة ومعها باقي عدة قضاء الحاجة، ولكن وبما أنه لا يوجد مالك عمارة يرضى بأن يبيع حماما فقط قالت صاحبتنا لهم » خلوا الأربعة آلاف لكم« وعادت لمنزل أخيها بخفي حنين.
الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك