نبيل الفضل يكتب عن نواف الأحمد: شيخ السنع والحكمه
زاوية الكتابكتب يوليو 18, 2007, 10:32 ص 536 مشاهدات 0
شيخ السنع
والحكمة
سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد حفظه الله معروف بقلة الكلام، وتفضيله لاطالة
التفكير والتبصر بالامور قبل ان يحدد قناعاته. وسموه رعاه الله يؤمن بان دقيقة عمل
افضل من ساعة تمضي في كلام لا يشبع ولا يقنع.
وسمو ولي العهد مشهور بسعة الصدر وطول البال وتقديم الرحمة والعفو على العقاب
والانتقام. وهذه الصفات ربما تركت انطباعا خاطئا عند البعض بان سمو نواف الأحمد لا
يملك المخالب او اليد الضاربة او الساعد القوي!.
وهنا يرتكب بعض الحمقى خطيئة قاتلة، فسمو ولي العهد على خلاف ما يتوهمه العامة
معروف عند المقربين بانه الحليم الذي يخشى غضبه.
وسمو نواف الأحمد لم يأت لولاية العهد صدفة او نتيجة ظروف طارئة او موازنات مرحلية.
بل ان نواف الأحمد من القلة في الاسرة الحاكمة الذي كان اعداده للحكم اعدادا مبكرا،
وبتدرج يحتاجه اكتساب الخبرة، وتنوع يثري المعلومة، وبتوئده تغني الحكمة. وسموه لم
يمتنع يوما عن خدمة وطنه من أي موقع طلب منه تولى مسؤوليته، فهو على الرغم من انفته
وعزة نفسه يؤمن بأن الكويت اعز واهم.
وقد اضاف الى هذه المزايا هبة منحها له الله سبحانه، بهدوء النفس والتواضع الجم
والاحترام الراقي للآخرين، كما اكسبه كرم أخلاقه محبة الناس قاطبة، والتفاف ابناء
الاسرة.
انه الشيخ الوحيد الذي ليس له اعداء ولا منافسون من داخل الاسرة ولا خارجها. فنواف
الاحمد ظل محافظا على علاقته الشخصية الودودة مع جميع اطراف الاسرة وفروعها، وحظي
بمحبة واحترام صغارها وكبارها. وكذلك الحال مع الكويتيين، فلم يشكك احد في نزاهته
يوما، ولا شكى كويتي منه ظلماً أو تعسفاً. وحتى من اختلف معه في رأي ما ظل يحمد في
نواف الأحمد نبله في الاختلاف واحترامه لخصوم الرأي الذي يطرحه.
ونواف الأحمد من عشاق الكويت الذين بقوا طوال حياتهم صادقين في ذلك العشق، ملتحمين
بذرات تراب هذا الوطن. ولعله الكويتي الوحيد الذي يجد مرقده شوكا وجمراً متى ما
اضطرته الظروف لمغادرة الكويت، في مهمة ألزمته بالسفر. ومن يعرف نواف الأحمد يعرف
كرهه لمفارقة ارض بلاده.
سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد ادلى بتصريح لوكالة »كونا« نشر يوم امس، وهو من
التصريحات القليلة التي يعطيها سموه، فهو كما قلنا قليل الكلام، مما يحتم قراءة ذلك
التصريح قراءة موضوعية دقيقة خارج الديباجة والترتيب الدبلوماسي للجمل والكلمات.
فسموه عندما يقول ان »الله حبا الكويت بنعمة الامن والاستقرار والرخاء ويجب علينا
ان نعض عليها بالنواجذ ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً«. فانه لم يقل هذا لولا استشعاره
بدنو الاخطار من الحدود التي تستدعي الحزم والانضباط.
وهو عندما يدعو ويطالب »البعض بان يعي ما يدور حولنا من اوضاع غير مستقرة..« فانه
يعلم علم اليقين ان ذلك البعض يعلم بما يدور حولنا من أوضاع غير مستقرة، ولكنه ـ
ذلك البعض ـ سادر في تنفيذ اجندته الخاصة باقامة تمثال لنفسه في ساحة التاريخ
السياسي الكويتي على حساب امن واستقرار ورفاهية الكويت.
لذا فقد شدد سموه على ضرورة »التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية لما فيه
خير الكويت«.
وهل خير الكويت الا امنها واستقرارها ورفاهيتها؟!
تصريح سمو ولي العهد تحذير لاهل الكويت وتنبيه لاعضاء السلطتين التشريعية
والتنفيذية، بان الكويت تقترب منها أخطار محدقة، ان لم يتعاونوا على تخطيها فان
استقرار وأمن ورفاهية الكويت في مهب الريح.
نواف الاحمد ليس تاجر كلمات ولا يمتهن الخطابة، نواف الاحمد رجل دولة وامير مستقبل،
يحرص على القادم حرصه على الحاضر، ويؤمن بكويت الغد ايمانه بكويت الامس، فهو يملك
حجما من التفاؤل لايملكه احد اخر.
لذا فانه عندما يحذر بكلمات موجزة فانها اشارة صفراء خاطفة، بعد طول بقاء اشارة
خضراء. مما ينذر بقرب التماع الاشارة الحمراء ان لم نوقف مسيرة الاستهتار
بالاستقرار الكويتي.
اعزاءنا
علاقتنا الشخصية بسمو ولي العهد تجعل شهادتنا فيه مجروحة بحبنا لشخصه وانحيازنا
لرقيه واستظلالنا بحكمته واعترافنا بفضله.
مع ذلك، فالمقال اعلاه ليس به كلمة مجاملة واحدة ولا حرف يحيد عن الحقيقة التي
نعرفها عنه معرفة وثيقة.
الوطن
تعليقات