سامي النصف: المجتمع الذكوري الكويتي
زاوية الكتابكتب يوليو 11, 2007, 11:11 ص 645 مشاهدات 0
سامي النصف
تابعت حلقة 6/6 الأخيرة التي دار النقاش فيها حول قانون «الساعة الثامنة» وقد وجدت
ان هناك الكثير مما يفترض ان يقال ضمن اللقاء، ومن ذلك أن المهم في التشريعات
الدولية - وحتى المحلية - هو «التطبيق» وليس «التشريع»، فهناك مئات التشريعات
العالمية الخاصة بحقوق الإنسان الصادرة منذ عقود دون ان يطبقها احد، ومثل ذلك
القرارات الدولية الخاصة بفلسطين وغيرها، ومن ثم فالحجية والاستدلال يتمان على ما
يطبّــق لا على ما يشرّع.
صلب وحجة ومرجعية قانون منع النساء من العمل بعد الساعة الثامنة في الكويت هو
«القوانين الدولية» الخاصة بهذا الأمر، والبعض منها صادر عام 1919، والسؤال الهام
الذي يعلم الجميع اجابته لوفرة سفر الناس لمشارق الأرض ومغاربها ومعرفة ما يجري بها
هو: هل هناك دولة «واحدة» ضمن الـ 200 دولة المنضوية تحت مظلة الأمم المتحدة تطبق
قوانين منع النساء من العمل في المساء؟!
الجواب هو «لا» قاطعة، ولا يهم في هذا السياق الحديث عن تشريعات محلية في هذا البلد
او ذاك ما دام انه لا أحد يسمع بها او يطبقها وهو ما يذكرنا بإحدى الدول الاسلامية
التي تم الاستشهاد بها في اللقاء الإعلامي، والتي ينص دستورها حرفيا على ان الاسلام
المصدر الرئيسي للتشريع، ومع ذلك نجد بها اماكن اللهو والخمور... الخ. مرة اخرى:
المهم التطبيق لا التنظير.
وقد تم التحدث ضمن اللقاء عما يجري في صالات الألعاب من وجود نساء آسيويات وقد قيل
ان الوضع الأخلاقي سيتحسن متى ما تم التخلص منهن، والواقع هو العكس تماما، فمرتادو
تلك الأماكن هم شريحتان اطفال صغار ومراهقون كبار وبوجود النساء لا خوف على
الأولين، اما الكبار فلن يستطيعوا ممارسة الخطأ مع النساء في أماكن مفتوحة كصالات
الألعاب. التخلص من النساء سيعني استبدالهن بالرجال العزاب وسيكون هناك خطر دائم
على الأطفال الصغار من استغلال حاجتهم للعب بعد نفاد نقودهم بالتعدي الجنسي عليهم
في حمامات الرجال، على سبيل المثال، وهو خطر حقيقي وواقعي وليس نظريا كحال خطر
تواجد النساء ممن يمنع فارق الجنس تواجدهن مع الرجال في أماكن مغلقة كالمرافق
العامة.
ومما لا يقل أهمية عن ذلك هو حقيقة ان فرض القانون الفريد سيعني تخلص ارباب العمل
من مئات الآلاف من النساء واستبدالهن بالذكور العزاب، ومن ثم سيتم تحول المجتمع
الكويتي من التوازن الجميل القائم الى مجتمع ملايين الذكور المتواجدين في كل مكان،
وما سينتج عنه بداهة من ازدياد جرائم التعدي والشذوذ والاغتصاب التي ينفرد بها
الرجال، وحتى الخوف على النساء من بنات واخوات من الذهاب للأسواق والأماكن العامة
لقضاء حاجاتهن الضرورية.
إن القوانين تسنّ في الدول المتقدمة بعد تفحيص وتمحيص شديدين ولـــــسد حاجات مُلحة
في المجتمع بعد ان تستنفد كل الـــــوسائل الأخرى، وعليه فلا يمكن القبول
بتشـــــريع يقوم على قوانين «دولية» لا تطبـــق على احد من الـ 5 مليارات نسمة
الآخرين او حتى التحول من حالة لم تســـــجل بها حادثة اعـــتداء واحدة في صالات
الألعاب الى وضع قد تنــــتج عنه على الأرجح عشــرات الاغتــصابات المؤسفة.
آخر محطة:
اختار منظمو «العجائب السبع» الجديدة تاريخ 7/7/2007 للإعلان عنها وقد كسبت الأردن
كثيرا بدخول البتراء وخسرت بالمقابل مصر كثيرا بعدم قبولها دخول الاهرامات ضمن
المسابقة، علما ان تلك الأعجوبة الدائمة كانت ستفوز دون ادنى شك وقد تسبب هذا الأمر
بإبعاد الأهرام الشامخة عن عمليات التسويق الدولية التي ستستمر لسنوات طويلة مقبلة
للعجائب السبع الجديدة. شخصيا أعتقد ان معجزة البناء الإنساني الأهم والأعم في
التاريخ هي ما نراه هذه الأيام يعمر في امارة دبي.
الأنباء
تعليقات